خليفة بن سلمان مرض عضال
2013-10-06 - 8:05 م
مرآة البحرين (خاص): خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الأقدم في العالم، لا يرى الربيع العربي، لا في البحرين ولا في أي بلد آخر، ويعتقد أن السنن وإرادات الشعوب في التغيير لا تجري على حُكم عائلته ولا على ممالك الخليج.
هو هو لا يتغير ولن يتغيّر، هو بذاته شاهد على ما تعيشه البحرين، تضحك وتبكي وأنت تقرأ في مجاهل عقل حجري، تعجب وأنت تقرأ كمّ الإدعاء بالعلم لديه، وكمّ الجهل الطافح، وكمّ الكذب، وكمّ الغرور، وكمّ النرجسية، وكمّ القسوة والصلافة.
مضحك حد إجابته عن سؤال بخصوص أمير قطر الجديد بأنه "حاكم وابن حاكم"، نظرية جديدة هذه ربما. خشبي اللغة، رث المصطلحات، تصدر من بين تصريحاته أصوات كصرير باب حديدٍ لم تُزيت مفاصله منذ سنين. ليس لديه أي جديد سوى أنه لم يستخدم هذه المرة عبارة "سنضرب بيد من حديد"، يبدو أنه تركها للمشير الذي لم يخض سوى معركة واحدة في حياته –إن صح تسميتها معركة- كانت ضد متظاهرين عُزل.
رئيس أقوى بلدان العالم الولايات المتحدة الاميركية، يستقي معلوماته من مصادر مغلوطة ومضللة، هكذا هو رأي خليفة بن سلمان، قرار البرلمان الأوربي مطلع الشهر الماضي بخصوص حقوق الإنسان في البحرين هو "ذريعة للتدخل". وكل العالم يتآمر على حكومته، وكل المشاكل تنتهي لديه بإلحاق البحرين بالسعودية.
موارب، غير صريح بالمرّة، غير شفاف، كل المشاكل المعروفة بين عائلته والعائلة الحاكمة في قطر وحقده الشديد والمعروف عليها لدرجة تعليق مشروع جسر بين البلدين، يحاول إخفاءه بتصريح من قماشة، إن تأخير الجسر مع قطر بسبب "الدراسات والترتيبات" شيء فاشل فعلاً هذا الرجل.
ولمعرفة قيمة الحوار الوطني المُعلقة جلساته حتى أواخر أكتوبر، يكفي معرفة أن خليفة بن سلمان "يوجّه" لاستمراره!، أي والله يوجه لاستمراره، هو يعرف أن هذا الحوار إن صح تسميته بحوار فهو نتاج للأزمة السياسية والمجتمعية الحادة التي تعيشها البحرين منذ 14 فبراير 2011، لكنه رغم "توجيهاته السديدة" بمواصلة الحوار"، يرى فطحل زمانه والأزمان الغابرة وما حولها أن "ما يحدث في البحرين لا علاقة له بالديمقراطية أو مطالب سياسية أو معيشية أو إسكانية أو صحية أو خدمية، بل هو تخريب متعمد".
لماذا رفضتم دخول مقرر التعذيب في مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان للبحرين؟ ينفي خليفة بن سلمان الإقرار بأن حكومته رفضت دخول المقرر، لكنه يجيب بالرفض دون أن يشعر. إذ يقول "الزيارة تستدعي إجراءات داخلية خاصة، لذلك تعد من الأمور السيادية التي أقر ميثاق الأمم المتحدة احترامها وعليه فقد تمّ تأجيل الزيارة ولم نرفض الزيارة وإنما سيتمّ تحديد موعدها في الوقت المناسب".
خليفة بن سلمان، مرض عضال أصاب البحرين، ديكتاتور، لصّ بالأوراق المثبتة، قاتل بالتأكيد، جلاد يُربي الجلادين ويحميهم، راشٍ تحدّثك قصص فساده بلا حرج، متآمر على المجتمع ووحدته، يحب من يركعون تحت قدميه، حاقد على قسم كبير من الناس، يحبّ أن يقوم بالأعمال القذرة، يقبل أن يستخدمه الملك ووزير ديوانه قفازاً ثم يغسلون يديهم منه.
يرفض "أن يستخدم أحد الدين" كما يصرّح، لكنه في مجلسه الأسبوعي يستحضر عشرات المشايخ الذين اشتراهم، عابث بالنسيج الاجتماعي لدرجة الرقص أمامه بالسواطير، تخيفه الإشاعات، كلما انتشرت اشاعة عن رحيله، حمل عباءته وهرول نحو السعودية ليتمّ دعم بقائه المريض، محب للسلطة والثروة، أخذ كل شيء ولا زال يشكو كطفل، يكرر يومياً أنه خدم البلد، لا يحب كلمات مثل: إصلاح، مطالب، مساءلة، ديمقراطية، استجواب، شفافية.
لديه مجلس نواب، ومجلس شورى، يستمتع بأن يجثو رئيساهما تحت قدميه أسبوعياً، يتعامل مع المجلسين ب"القندرة" كما يقول العراقيون، وفي نهاية كل أسبوع يصدر قراراً قراقوشياً: منع المسيرات، إغلاق المجلس العلمائي، سجن المعاون السياسي للأمين العام لأكبر جمعية سياسية. وفي بداية الأسبوع يجري لقاء صحافياً يفتح عينيه في محاوره جيداً، بل يُركّز أكثر من اللازم، ثم يسأل "أين الربيع العربي؟!"... هذا هو رئيس وزراء بلادنا الصغيرة المبتلاة بديكتاتورية تفوق خيال شعبها الثائر.