المرض العضال.. خليفة بن سلمان المرموز الفارغ
2013-10-09 - 12:31 م
مرآة البحرين (خاص): يقول الكاتب المعروف عامر محسن، إنه "في الفلسفة، يستخدم تعبير المرموز الفارغ للدلالة على مفاهيم تستعمل بكثافة لكن لا محتوى ثابتاً لها، أي يمكن ملؤها بأيّ معنىً نريد".
وحين نطبق هذا المفهوم على خليفة بن سلمان، فإننا نجده "مرموزاً" حقاً فارغاً، ففي كل يوم يتكلم كلاماً فارغاً عن بلد القانون وسيادة القانون، وعند أي تدقيق نجد أن القانون الذي يعنيه خليفة بن سلمان يعني: العقاب!. هذا يعني أن القانون في خطاب خليفة بن سلمان كلام فارغ، فارغ من المعنى وفارغ من الصدق، وفارغ من الإنجاز، وفارغ من الدولة، وفارغ من كل شيء غير الفساد.
القانون= العقاب عند خليفة بن سلمان. وحديثه عن المساواة وعدم التمييز تعني أنه لا توجد ولن تكون هناك مساواة، وكلامه عن نبذ الطائفية هو مجرد قنبلة دخانية يحاول تغطية الواقع المرير الذي يعيشه أغلبية المواطنين.
"القانون لا يطبق علينا ولا عليكم"، عبارة شهيرة قالها خليفة للجلاد مبارك حويل، فصار معنى القانون واضحاً، إنه فقط يعني العقاب على المخالفين لعائلة آل خليفة ولإيلام المعترضين على سياستها.
خليفة بن سلمان، هو تجلٍ للمرض الذي تعيشه البلاد، المرض يكمن في سيطرة عائلة آل خليفة على كل مقدرات البلد، ثروة وسلطة، وتوظيف كل ذلك لرشوة الموالين، ولعقاب المعارضين وحصارهم وتدميرهم.
إن فشل الحكومة في الإيفاء بالتزامها بتوقيع اتفاقية إرجاع المفصولين مع اتحاد نقابات العمال، ودور الديوان الملكي وخليفة بن سلمان في ذلك، أبرز مثال على فراغه والمراوغة الكلامية، هو يريد اتفاقيةً لكنه حين علم أنّ للاتفاقية معنى ومقتضى رفضها، وصار الحرج الكبير أمام وفد منظمة العمل الدولية، عاد الوفد الدولي بصورة واضحة، تقول إن هناك مرضاً مستأصلاً، وأن هذه السلطة لا تستطيع أن تقوم بخطوة حقيقية أو ذات مغزى على ما يُعبر الاميركيون.
إفرازات المرض العضال لخليفة، أصابت كل شيء، فلم يعد لقواعد الحكومة ووزارتها والاجراءات المتبعة قيمة لديه، وقصة طرده لوزير المالية من مجلسه قبل سنوات معروفة، فخليفة بن سلمان طلب شفهياً في أحد الاجتماعات من وزير المالية تحويل عدة ملايين من الموازنة لحساب ديوان رئاسة الوزراء، وزيرالمالية لم يرفض، لكنه فقط قال "فليقدم من ديوان رئاسة الوزراء طلباً رسميّاً لأحول المبلغ المطلوب"، هذه العبارة أطارت لبّ خليفة بن سلمان، هل صارت الدنيا تافهة حتى يقال لخليفة قدم طلباً رسمياً لتحويل المبلغ؟!، النتيجة أنه قام بطرد وزير المالية من مجلسه، ولم يعد وزير المالية للمجلس الا بعد وساطات وشفاعات.
من إفرازات المرض العضال خليفة بن سلمان، أنه يطالب منذ سنين أن تكون رئاسة الوزراء أيضاً متوارثة في أبنائه وأحفاده، لم ينجح في ذلك، لكنه طلب يعبر بوضوح عن كيفية عمل خلايا دماغه المتحجرة.
كثرة التوجيهات المضحكة أمر آخر، إنها تعبير آخر عما يعيشه هذا الرجل من حالة فرغان وهذيان، فهو يوجه: لزيادة التلاحم الاجتماعي، ويوجه لمراعاة المواطنين ومراقبة الأسعار قبل شهر رمضان في كل عام، ويوجه لزيادة إنتاج النفط والغاز، يوجه لاستمرار الحوار، يوجه لإنشاء ترسانة إعلامية، هكذا قالها حرفياً.
النتيجة هي: أنه لا تلاحم اجتماعي، ولا مراعاة للمواطنين، وأسعار كل شيء منفلتة، والنفط والغاز يقل إنتاجهما، أما ترسانته الإعلامية المضحكة، فإنها تُسمعه فقط ما يود سماعه، ولم ولا تستطيع هذه الترسانة ردّ الإدانات والملاحظات الدولية الكثيرة على أداء العائلة الحاكمة في البحرين وجهازها الإداري المسمّي ب"حكومة".
وهنا لابد من تذكر أكثر توجيهات بن سلمان إضحاكاً، وهي توجيهه الوزراء لإبقاء مكاتبهم مفتوحة أمام المواطنين وأمام وسائل الاعلام. ما هي النتيجة؟ النتيجة معروفة، زاد الوزراء انغلاقاً، وصار الإعلام لا ينشر إلا ما يرده من وكالة الأنباء الرسمية للسلطة، أو عبر أجهزة العلاقات العامة في الوزارات والمؤسسات الرسمية.
لا شيء يعني شيئاً لدى هذه السلطة، بل يمكن القول إن إفراغ القوانين والالتزامات والاتفاقات من محتواها، هو اختراع ديكتاتوري مذهل، تمتاز بتطبيقه وكثرة استعماله العائلة الحاكمة في البحرين، فالتصريحات جوفاء، والقانون عبارة عن عصا للعقاب وسجن يحتوى آلاف البحرينيين المطالبين بالحرية، والمؤسسة التشريعية ببرلمانها وشوراها مجرد ديكور مسرحي يقوم بعض الأشخاص بالتمثيل فيه وبه وعليه مقابل مبالغ قدرها ما يعلم المواطنون.
هذا المرض العضال الذي يقول شيئاً ويفعل عكسه، مدمن على البروز الإعلامي، يتكلم كثيراً، ويوجه كثيراً، وفي النهاية لا شيء، هو بكله وكليله مرموز فارغ، ومرض باقٍ أُبتليَ به البلاد والعباد.