(توبي ماتيسن): كتاب "الخليج الطائفي: البحرين والمملكة العربية السعودية والربيع العربي الذي لم ير النور"

2013-11-11 - 1:31 م

مرآة البحرين (خاص): فيما كانت الانتفاضات الشعبية تندلع في أرجاء منطقة الشرق الأوسط، ساد الرأي بأن بلدان الخليج العربي ستبقى خارج الملعب. بينما رأى (توبي ماتيسن) في كتابه "الخليج الطائفي: البحرين والمملكة العربية السعودية والربيع العربي الذي لم ير النور" أن "الاحتجاجات الشعبية ضد الأنظمة الدكتاتورية، والتي اجتاحت العالم العربي في عام 2011 غيّرت منطقة الشرق الأوسط، وربّما العالم، إلى الأبد، فهي ساهمت في أكبر اضطراب عالمي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وأدت إلى موجة من التظاهرات والأزمات الاقتصادية والتدابير التقشفية التي تترتب عليها آثار واسعة النطاق في المستقبل". ويرى (ماتيسن) أن " العام 2011 كان عام "الأحلام الخطيرة"، وهو عام تحدّت فيه إيديولوجيات ذات هيمنة مختلفة النظام الرأسمالي العالمي." وأن "الانتفاضات العربية أعادت تأكيد أهمية قوة الشعوب." (ص vii)

وفي هذا الإطار، يؤكد (ماتيسن) أن "الانتفاضات العربية غيرت الواقع العربي وخلقت فضاءً عربيًا جديدًا لم يعد يشعر فيه المستبدون العرب بالأمان. لكن القوى المعادية للثورات اجتاحت بسرعة شوارع الشرق الأوسط، محاولة تقسيم المحتجين مناطقياً ومذهبياً وطائفياً وايديولوجياً." (ص viii)

وفي رواية من قلب الأحداث، ينقل (ماتيسن) في كتابه "تأثير الربيع العربي على بلاد الخليج ، ومن بينها البحرين والمملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عمان كيف تعاملت الأنظمة الخليجية سواء في بلادها أو في منطقة الشرق الأوسط (على نطاق أوسع) مع الدعوات إلى التغيير السياسي والديمقراطية والتوزيع العادل للثروات وتحكيم القانون" من خلال اللجوء إلى " تكتيكات الإنكار والقمع والهبات الاقتصادية والتشهير." (ص ix)

وينقل لنا الكاتب كيف "تلاعبت الأنظمة الخليجية، لا سيّما في البحرين والمملكة العربية السعودية، بالشعوب وقوّت التقسيمات الطائفية بين السنة والشيعة بهدف تفادي تحالف شعبي معارض للطائفية-وهو أمر بدا ممكناً في الأيام الأولى من انتفاضة البحرين- وبالتالي خلق خليج طائفي."

ويضيف (ماتيسن) أنه " بسبب السيطرة على الإعلام في هذه البلاد، فإنه يمكن نسب الطائفية، بحسب الإعلام الخليجي منذ عام 2011، فقط إلى قرارات النخب السياسية. ولكن بمجرد أن تصبح الطائفية وسيلة ناجحة لتشويه سمعة المعارضين السياسيين، فإنها ستنتقل إلى كل مستويات المجتمع."(ص ix)

ويعالج (ماتيسن) هذه المسألة في كتابه انطلاقاً من اهتمامه بكيفية اجتياح "الطائفية الجديدة" لمنطقة الشرق الأوسط. ويتابع مسار الأحداث مسلطاً الضوء على اندلاع الاحتجاجات وعلى الطرق التي استخدمتها الأنظمة العربية لقمعها واصفاً كيفية تأليب المواطنين ضد بعضهم البعض والتحذير من خطر النفوذ الشيعي المتزايد في المنطقة . ويضيف (ماتيسن) أن هذا الأمر أدى إلى سوء علاقة الأنظمة الخليجية بالمواطنين الشيعة إذ لا تنفكّ تحذّر من تهديدهم المتواصل، هذا التهديد الذي استشعرته هذه الأنظمة في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979. ومنذ قمع المحتجين في البحرين في عام 2011، أصبح "التهديد الشيعي" جواباً لكل من يطالب بالإصلاح االديمقراطي والمساءلة. وفيما تضمن هذه الاستراتيجية بقاء الأنظمة في المدى القصير، يحذر (ماتيسن) من عواقبها الوخيمة خصوصاً على بنية النسيج الاجتماعي وعلى ازدياد الحركات الإسلامية المتطرفة والأصولية العابرة للحدود بشكل خاص، وعلى مستقبل الشرق الأوسط بشكل عام. 

ويؤكد (ماتيسن) أن الطائفية كانت على مدى قرون عديدة " قوة قائدة للحروب الأهلية والعنف في أوروبا والشرق الأوسط وغيرها من المناطق"، لكنها كانت طائفية مبنية على الكراهية المتأصلة وعلى الصراع بين الأديان،(ص xiii) لكن "نوع الطائفية السياسية التي يتناولها الكتاب يتأتى في ظروف معينة" خاصة حين يتم الكلام عن خوف الحكام الخليجيين من احتجاجات شعبية يشارك فيها شيعة الخليج بقوة، وعن تقسيم المجتمعات الخليجية إلى معسكرات سنية وشيعة، منشئين، بشكل حرفي "الخليج الطائفي".(ص xiv)


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus