التعليق السياسي: خطاب شيخ علي سلمان: خلاصة 1783
2013-12-28 - 1:29 م
مرآة البحرين (خاص): حتى اللحظة، مازال الشيخ علي سلمان يستجوب في أجهزة السلطة، حول خطابه أمس الذي قيّم فيه حراك الثورة في 2013. كانت خلاصتها الأولية "فشلت حملات العلاقات العامة للسلطة، وبقيت الصورة ثابتة، البحرين نظام قمعي يقمع تطلعات بدهية إنسانية" إنها الخلاصة الأولية التي افتتح بها خطابه، لكن الخلاصة الأهم الموضحة لها، قالها الشيخ في نهاية خطابه.
حقيقة الخلاصة الأولية، لا تحتاج إلى إثبات، فالشيخ يستجوب الآن على "تطلعاته البدهية الإنسانية" التي عبر عنها بقوله "البحرين لم يعد بالإمكان حكمها بالطريقة المطلقة الاستفرادية". نعم البحرين لا يمكن حكمها بقوة 1783، فذلك تاريخ القبيلة، والتطلعات الإنسانية تتجاوز حكم القبيلة، بمعنى أن شعب البحرين يتطلع إلى مستقبل يعيقه حكم القبيلة التي تجد في 1783 نهاية الأشياء وبدايتها. ما يبشر به الملك على النقيض تماماً مما أشار إليه الشيخ علي سلمان في قراءته للتصريحات الدولية "معنى التصريحات الدولية طوال الثلاث السنوات هي أن تتحول الدولة من نظام يدار من قبل قبيلة إلى نظام يدار من قبل شعبه".
لقد قرأ الملك خطاب الشيخ على أنه ثورة ضد خطابه وضد قبيلته وضد ما يبشر به، خصوصا وأن الشيخ شخّص عقدة النظام بوضوح تام، في خلاصته الختامية "عقدة تنفرز في مكانات مختلفة، يريد النظام أن يقول لا يوجد شيعة في هذا البلد، يريد أن يخفي كل مظاهر وجود التشيع، مسجد الأمير محمد البربغي عمره 400 سنة وعمر العائلة 230، لذلك يريد أن يزيله أو يخفيه من الشارع العام"
التحقيقات البوليسية، لا تغير حقائق التاريخ، والاستيلاء على حق الكلام في الميدان العام، لن يخنق الحقيقة أو يمنعها أن تظهر في الفضاء الاجتماعي "لا تراجع قيد أنملة، لتكن 2014 سنة الاستمرار النضالي السلمي" كما قال الشيخ في خطابه، وهذا ما ضاعف من لغة التحدي، ف"نحن في البحرين لا يمكن أن تمحينا". فالناس هنا قبل 1783 ولا يمكن اقتلاع التاريخ، فالناس لديها ذاكرة، والشيخ كان ناطقاً باسم هذه الذاكرة، ولا مصالحة وطنية من غير حفظ حق الذاكرة.
ما قاله خطاب شيخ علي، ليس خلاصة 2013 بل هو خلاصة التاريخ المستمر من 1783، قاله في هذا الخطاب في الجبهة تماماً، جبهة الملك وقبيلته.