التعليق السياسي: لسنا بحاجة إلى 1000 شرطي، يا خلفان!!
2014-03-04 - 8:42 م
مرآة البحرين (خاص): لا صوت يعلو فوق صوت الثأر والانتقام الجماعي ، ولا صوت يعلو فوق صوت الحلول الأمنية، هذا ما تقوله الأصوات التي مازالت تعلو وتولول وتشعل غرائز الشارع، أبطال المنصة اليوم، هم من يتوعدون الشارع المعارض بالويل والثبور، واستعادة أمجاد السلامة الوطنية.
هكذا يبدو صوت الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، هل البحرين بحاجة إلى "ألف شرطي إماراتي يجب أن يكون في البحرين زيادة" كما يقول خلفان؟ لقد أرسلتم درع الجزيرة كله ووضعتموه فوق رقاب البحرينين ولم يستسلموا، فهل تظن أنك ستهدد هذا الشعب الأعزل بألف شرطي؟
خطاب العقل يقول إنها ليست بحاجة إلى أي زيادات أو مزايدات أمنية، إنها بحاجة إلى مبادرة سياسة خليجية، فدرع الجزيرة، منذ ثلاث سنوات في البحرين، وألف شرطي إماراتي زيادة في البحرين، لن يكون غير زيادة، بمعنى فائض لا حاجة له، هذا في أحسن الأحوال وفي متوسط الأحوال سيكونون عاراً على شرف العسكرية، لأنهم يواجهون شعباً أعزل، فتح صدره في 18 فبراير 2011 لدبابات الجيش، يطالب بعناد أسطوري وشجاعة خارقة بحقه في الحرية. من قام بالإنفجار لا ينتمي لا من قريب ولا من بعيد إلى المعارضة السلمية المعروفة أسماؤها وأدبياتها على مستوى العالم.
إن التشكيك في قوى المعارضة السلمية في البحرين، يعقد الأزمة السياسية، ومع الأسف أن تصريحات خلفان غير العقلانية، تدفع باتجاه التشكيك لا الثقة والمزيد من جرعة الحل الأمني لا الحل السياسي، وهو حل فاشل بامتياز ولم يحقق شيئا منذ 2011، وهو فاشل ليس لأن قوى المعارضة لديها حلول أمنية تواجه بها، ومن ثم فهي لن تقبل بالحلول الأمنية، ليس الأمر كذلك، بل لأن قوى المعارضة وجماهيرها التي تشكل أغلبية في الحراك السلمي بالبحرين، ليس لديها غير الحلول السياسية، وإرادتها الصلبة في العيش بكرامة، ولا يمكنك أن تحقق حلاً بالبحرين يحفظ أمن جميع البحرينين وأمن جميع الخليجيين إلا بالالتقاء مع ما تملكه المعارضة. يوم أن يكون لدى قوى المعارضة ما تواجه به حلولك الأمنية، يمكنك أن ترسل (ألف شرطي زيادة) وتفرض حلولك الأمنية الناقصة، لكن ليس لديها ولن يكون لديها غير الحلول السلمية السياسية، لذلك وفّر زيادتك، ودع السياسيين يتحدثون، فمن غير المناسب أن تقترح حلولاً زائدة عن الحاجة.
من المفترض أن الملازم أول طارق محمد الشحي، الذي نأسف من قلوبنا لمقتله، ألا يكون في الشارع، فالمهمة التي يفترض قد جاء إليها تتطلب منه أن يكون قرب منشآت الدولة الحيوية، ومنذ ثلاث سنوات، التي هي عمر الحراك السياسي السلمي الأخير، لم تتعرض منشأة من مؤسسات الدولة لأي تخريب، فهل ملّ الملازم من البقاء هناك ونزل إلى الشارع، فحدث ما حدث؟ ليس لدينا حتى الآن تفاصيل تبرر وجوده في الشارع مع قوى الأمن التي تنتمي إلى جنسيات باكستانية وبلوشية، وكانت في مهمة اعتيادية تواجه فيها أعمال شغب مألوفة وعادية.
إننا نجل أخوتنا في الشرطة الإماراتية من أن يكونوا في الشارع مع قوى (مكافحة الشغب) لأن السلطة في البحرين، قد خصصت هذه المهمة للقوى التي يتعذر عليها الحصول على رزقها في بلدانها، ونحن نعلم يقيناً أن الشرطة من الاماراتيين ليسوا منهم بالتأكيد.
يا خلفان، الزائد من الحل الأمني كالناقص، وفر كلامك الناقص، الناقص من حصافة العقل السياسي .