وعاد بخفي "جميل"، ترنح الاتفاق الثلاثي
محمد نجم - 2014-06-08 - 8:12 م
محمد نجم*
بحلول العاشر من يونيو 2014 يكون قد مر ربع سنة كاملة على توقيع الاتفاقية الثلاثية التكميلية منذ 10 مارس 2014 ويبدو أن المثل العربي القائل "وعاد بخفّي حنين" ولكن مع إبدال "حنين" بـ "جميل"** ينطبق على الاتحاد العام الذي قدم كل ما لديه بما في ذلك شطب الشكوى فيما لا يزال تنفيذ الاتفاقية على الأرض يراوح بين توسلات وزير العمل وطاقمه للمتمنعين في الوزارات والشركات الكبرى أن "يستهدوا بالله" ويرجعوا المفصولين وبين استعلاء جهات الفصل لدرجة أن تعيد شركة ألبا فصل الذين أرجعتهم منذ أيام فقط ويسير سلطان خيري مسئول الأمن بشركة ألبا متباهيا في الشركة بأنه هزم وزارة العمل "الشيعية" على حد تعبيره وفصل من أرجعتهم وذلك في أعقاب فصل النقابي حسن السبع بعد أسابيع من إرجاعه لأنه رفض أداء التحية لنقابة علي البنعلي وأبلغ حمد الشيبة مسئول الموارد البشرية بالشركة لمن ترجوه إرجاع حسن السبع أن سلطان خيري مسئول الأمن هو صاحب اليد الطولى بالشركة وأنه لا هو (أي حمد الشيبة) ولا مديره عبد الرحمن جناحي قادران على فعل شيء لا يعجب سلطان خيري.
وفي طيران الخليج فإن عصابة النساء الثلاث في الموارد البشرية برئاسة مديرتهم سهير محمد صالح ومعها بدرية المسلماني وبدور تقف حائلا يصد دون أي خطوة للأمام في إرجاع المفصولين الثمانية الذين تضمنتهم القائمة فضلا عن نحو خمسين آخرين أجبروا على أخذ تقاعد إجباري بحجة الهيكلة. وتبقى شركة طيران الخليج هي الشركة الأكثر تمنعا من بين الشركات وحين زار منذ أيام الشيخ خالد الخليفة رئيس مجلس إدارة الشركة شركته بدا لمن ينظر وكأنه أسلم الأمر تماما لماهر المسلم المدير العام للشركة والذي بدوره أسلم الأمر لعصابة النساء الثلاث ولشبكة إلكترونية باسم شبكة جناحي الأخبارية أقسمت على صفحتها ألا يهدأ لها بال حتى تطر كل الشيعة الصفوية الخونة من الشركة ويلاحظ أن نشاطها تزايد منذ توقيع الاتفاقية الثلاثية في مؤشر على رفع السقف بالتهديد بفصل المزيد ما يجعل مسألة عودة المفصولين في حكم النوافل أصلا.
أما في شركة بافكو فلا يزال اثنان وفي أسري واحد فقط لم يرجعوا إلى أعمالهم.
لكن المأساة الأكبر هي في القطاع الحكومي فقد رفعت وزارة العمل وديوان الخدمة المدنية رسائل مشتركة إلى الوزارات لإرجاع مفصوليها وهو ما رد عليه وزير الصحة صادق الشهابي ووزير التربية ماجد النعيمي بأنهما كانا يعتقدان أن المفصولين انتهي أصلا من إغلاق ملفهم وليس لديهم مفصولين. بل اللافت أن وزارة الصحة سلمت إحدى المفصولات خطاب فصلها بعد نشر اسمها في القائمة مؤخرا وكأنها تصحح خطأ قد غفلت عنه كل هذه المدة. وفي هيئة التأمين الاجتماعي أرجع شخص واحد فقط من أصل خمسة تضمنتهم القائمة وفوجيء بأن الفارق بين راتبه ورواتب زملائه كبير بعد أن خسر الزيادات والتعديلات التي صدرت لهم خلال فترة فصله ومعاملته كموظف جديد.
وسط هذا كله يبدو الاتحاد الحر هو المنتصر الأكبر والذي بالتنسيق مع الحكومة أدار عملية توريط الاتحاد العام في شطب الشكوى وتوقيع الاتفاقية إدارة متقنة حيث ظل يرفع عقيرته ضد الاتفاقية لتبدو وكأنها نصر للاتحاد العام وليبدو وكأن الإنجاز هو فقط عدم رضا الاتحاد الحر عنها واستبعاده من توقيعها لدرجة أن علي البنعلي كتب "شرب الاتحاد العام الطعم" ويعود الاتحاد العام من مؤتمر العمل الدولي الأخير بخفي جميل بعد أن أعاقته الظروف المحيطة بالمؤتمر حتى من إلقاء كلمته الرسمية كمندوب أصيل أمام المؤتمر.
ويزيد من صعوبة الموقف أن الاتحاد الدولي للنقابات والذي كان السند للاتحاد العام في رفع الشكوى عام 2011 ضد انتهاك حكومة البحرين لاتفاقية التمييز قد غير بوصلته حيث يتجه بقوة إلى الجارة الجنوبية للبحرين دولة قطر والتي أصبحت في مرمى حملة عمالية يقودها الاتحاد الدولي للنقابات بشأن العمال الأجانب (المهاجرين) المنتهكة حقوقهم والذين يعملون في بناء منشآت كأس العالم وأصبحت هذه القضية لها الأولوية اليوم على كل ما عداها بحيث إن قضية مفصولي البحرين والاتفاقية الثلاثية أصبحت بالنسبة للاتحاد الدولي للنقابات اليوم من الثانويات.
*كاتب بحريني.
** خفي جميل، إشارة إلى اسم وزير العمل جمل حميدان.