افتتاحية مرآة البحرين.. في يوم المعلم، رسالة للسيدة المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا يو
2011-10-07 - 7:52 ص
سيدة إيرينا بوكوفا،
وأنت تقرئين رسالة اليونسكو وشركائها، لإطلاق الاحتفالات الخاصة باليوم العالمي للمعلمين. نود أن نحدثك عنا وعن معلمينا في البحرين في 2011.
لسنا بخير، ونعرف أن رسالتكم تهدف إلى تحقيق الخير في العالم، ونعرف أنكم تعتبرون التعليم والتربية، هما طريق تحقيق الخير في المجتمعات الحديثة. لسنا بخير، سيدتي، لأن تربيتنا وتعلمينا، تتحكم فيهما سياسة لا تحقق الخير العام للناس.
يحتفل العالم في 6أكتوبر باليوم العالمي للمعلم، إنهم يحتفلون برسالته في تحقيق الخير، والمعلمون منذ بداية التسعينيات في بلادي، وهم يحتفلون كل عام برسالة الخير، وقد ناضلوا كثيراً لتثبيت هذا اليوم، ضمن أجندة الوزارة، لكنها لم تحفظ لهم صنيعهم الخير هذا، بل وضعت جهدها لتحاصرهم في دوائر شرها.
الخير لايتحقق بفرض ما تريده السلطة، الخير ينتعش في حرية الاختيار، لذلك كانت أهم رسالة سعت التربية الحديثة لتحقيقها منذ عصر الأنوار الأوروبي، تتمثل في تمكين الإنسان من حرية الاختيار.
لقد خرج معلمونا في حركة 14 فبراير، ليسهموا مع شعبهم في تعلم درس الحرية والاختيار، عبر الاحتجاج السلمي، والمطالبة بحقوقهم السياسية التي تعزز من كونهم أفراداً لهم رأيهم وخيارهم، وكان خيارهم، أنهم لا يريدون حكومة غير منتخبة، ولا يريدون رئيس وزراء ممسك بالسلطة مدة 40 عاما، ولا يريدون وزير تربية من السلك العسكري، وزير يحكم ترقيات وزارته بانتماءات أفرادها الطائفية والدينية، وولائهم الشخصي لحكومته، ولتياراتها السياسية الموالية لها.
سيدة إيرينا بوكوفا،
هل تعرفين، كيف انتقم هذا الوزير العسكري، من معلميه؟ كان انتقاماً مدمراً ليس للمعلمين فقط، بل للمعلمين والإداريين والمديرين والاختصاصيين، والأهم من ذلك، انتقم من التربية التي كانوا يناضلون من أجلها، تربية حرية الاختيار وتحقيق الخير.
هكذا تركت حملته الانتقامية مدارسنا التربوية: لا أحد يثق في أحد، يتوجس المعلمون في بيئاتهم التعليمية، يشتغل الوشاة للانتقام من كل من لسان ينطق بكلمة الحرية أو الديمقراطية أو الحكومة المنتخبة أو الدولة المدنية، الطلاب يخافون من المختلفين معهم في المذهب، المعلمات يحاذرن الكلام حتى في غرفهم المغلقة. مطلوب من الجميع ألا يمثل دوره الحقيقي، بل أن يمثل ما يريده هذا الوزير.
هذا الوزير العسكري المكارثي، يتابع لجانه المكارثية ليشفي غريزة الانتقام لديه، ليست لديه رسالة تربوية. يجيد العمل وفق قوانين الطورائ العسكرية، ولا يعي مفهوم تربية المواطن المدنية. لذلك الطلبة لديه مشاريع ولاء مصطنع لأشخاص في السلطة. يرتب صفوفهم كل عام في أكبر أستاذ وطني، ليجعلهم يهتفون باسم ولاة نعمته وأمره، باعتبارهم الوطن. حين اختار المعلمون دوار اللؤلؤة ليكون مدرسة يتعلم الطلبة من خلالها مفهوم الوطن الغائب عن تربية هذا الوزير الفاشل، كان عقابهم السجن والتعذيب والفصل والمحاكمات العسكرية ولجان التأديب والتحقيق والتشهير.
سيدة إيرينا بوكوفا،
هل تريدين أن تعرفي كيف يكذب هذا الوزير؟ هل تريدين أن تعرفي كيف يثبّت الكذب في تربيتنا، ويحرمنا من تعلم الصدق في القول والممارسة؟
اقرئي رسالته التي نشرتها الصحافة في يوم المعلم 6 أكتوبر 2011، يقول فيها "إن التقدير للمعلم لا يأتي فقط من الدور الحيوي الذي يضطلع به في نشر العلم والمعرفة، بل يأتي أيضاً من دوره الأهم في بناء القيم والاتجاهات الإيجابية نحو الذات والدين والوطن والهوية الوطنية وتعليم الطلبة كيفية العيش المشترك والتعاون والمحبة والتسامح في إطار ما يجمعهم في مجتمعهم الصغير وهو المدرسة، وما يجمعهم في وطنهم الأكبر وهو مملكة البحرين"
لكن ما يفعله، هو الآتي: فصل عشرات من منتسبي وزارة التربية والتعليم، التحقيق والتشكيك في وطنيتهم في لجان وزارية شكلها الوزير، الوزارة تدعي أنها فصلت 79 موظفا، والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أشارت إلى 167 متضرراً بين مفصول وموقوف مسجلين في الاتحاد.لاقتطاع من رواتب الموقوفين والمعاقبين، الاستغناء عن بعض معلمي ومعلمات محو الأمية.وشملت العقابات عشرات القيادات والاختصاصات التربوية، وقد تم خفض درجتها الوظيفية وتغيير مجالات عملها.
بالتعاون مع هذا الوزير، حلت وزيرة التنمية الاجتماعية وحقوق الإنسان فاطمة البلوشي مجلس إدارة جمعية المعلمين واعتقلت أعضاءها وعذبتهم في السجون، وقد طالبت منظمة العفو الدولية بالإفراج عن معتقلي الجمعية، لكن حكومة هذا الوزير، حكمت على رئيس الجمعية مهدي أبو ديب ، بالسجن 10 سنوات وحكمت على نائبته جليلة السلمان 3 سنوات. وقد تعرضا لتعذيب شديد.
سيدة إيرينا بوكوفا،
هل نبالغ لو قلنا لك: لسنا في خير، ولسنا على خير.
سيدة إيرينا بوكوفا،
نرجوك إن لم تتمكني من مساندة معلمينا، فادعمي تربيتنا، قولي شيئاً من أجل تستعيد هذه التربية خيرها، وإلا فلا خير فيها.