من مواقف المفكرين: "هيكل" يعترف بظلم البحرينيين.. و"تشومسكي" يشرشح صمت العم سام و"المرزوقي": البحرين حرة حرة
2012-01-04 - 7:06 ص
مرآة البحرين (خاص): استقطبت ثورة 14 فبراير/ شباط مواقف مفكرين عالميين من العيار الثقيل. ولم تحل سياسات التعتيم التي فرضها الإعلام العربي خصوصا، دون وصول أنبائها إلى كافة أصقاع المعمورة. وقد ناب عنه الإعلام الغربي فقام بالواجب على أكمل وجه. حتى تبرم صحفيون موالون للأنظمة الخليجية مثل جهاد الخازن من شدة التركيز عليها في الصحافة البريطانية. كأنما أريد لها وللبشاعات التي ارتكبت في حق أنصارها البقاء تحت التعتيم أو بمثابة "صرخة في الظلام" كما عبر الصحفي البريطاني جون بلاير. وكانت الذريعة إن عدد ضحاياها لا تعدو العشرات، فيما قاربت في سوريا واليمن الآلاف، متناسين الحجم الصغير لسكان البحرين، والذي لا يعدو النصف مليون، وفق آخر الإحصاءات.
تشومسكي |
ويقول تشومسكي "كان ولا يزال هناك قلق بين واضعي السياسات منذ مدة طويلة حول التحرك باتجاه نوع من التحالف الضمني بين هذه الأقاليم الشيعية التي يمكن أن تتحرك نحو المطالبة بالاستقلال والسيطرة على معظم الثروة النفطية في العالم. وهذا بكل وضوح أمر لا يحتمل". وأضاف "كانت هناك انتفاضة، مدينة خيام في ساحة رئيسة تشبه ساحة التحرير. قوات الجيش بقيادة السعودية، غزت البحرين، أعطت قوات الأمن هناك فرصة لأن تسحق التظاهرة بكل عنف، تدمر مدينة الخيام، بل تدمر نصب اللؤلؤة أيضاً، وهو رمز للبحرين، وتحتل المجمع الطبي الرئيسي، تطرد المرضى والأطباء، وتقوم بشكل منتظم، في كل يوم باعتقال ناشطي حقوق الإنسان وتعذيبهم، بين الحين والآخر، كنوع من التأديب فقط".
وقد شبه عملية اقتحام قوات الأمن البحرينية إلى دوار اللؤلؤة في ظل صمت الولايات المتحدة ب"قاعدة كاروثرز": "إذا توافقت هذه الأفعال مع استراتيجيتنا وأهدافنا الاقتصادية، فلا بأس بذلك. يمكن أن نلقي خطابات أنيقة لكن ما يهم هو الحقائق" على حد تعبيره.
دعاة التغيير في البحرين ظلموا
هيكل |
وأضاف في حوار معه على قناة الجزيرة الفضائية يونيو/ حزيران الماضي "نحن ننسى أن الشعب البحريني - في عهد الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر وقد كنت شاهداً على المداولات التي جرت آنذاك بين شاه إيران والملك فيصل -، وكان 70 في المائة منهم شيعة، قد صوت على عروبة البحرين بمن فيهم الشيعة". وتابع هيكل "المشكلة أننا في العالم العربي رافضون لقبول أن هناك تنوعاً (...) إنه المنطق الضيق للمذهبية على حساب الوطنية. هل نحن نتكلم عن وطن أو نتكلم عن مذاهب؟". وقال "نعم، ثورة البحرين مظلومة (...) الوضع الإقليمي العربي يتعامل مع ثورة البحرين بعدم إنصاف لأن غالبية الشعب البحريني من إتجاه معين".
سعد الدين ابراهيم |
وأضاف في مقال بجريدة "المصري اليوم" 13 أغسطس/ آب 2011 في السياق نفسه "نسبة الشيعة فى البحرين تصل إلى حوالى 60 في المائة، ومع ذلك فهم محرومون من السُلطة والثروة، التى تستأثر بها النُخبة السُنيّة الحاكمة، والتى زادت الطين بلة، بمُحاولة تغيير التركيبة السُكانية، بفتح باب الهجرة للوافدين من باكستان والهند وأفغانستان، وتجنيدهم فى الجيش والشرطة، وإعطائهم الجنسية البحرينية. هذا فى الوقت الذى ترتفع فيه نسبة البطالة بين أبناء البحرين الأصليين، لا لشىء، إلا لأنهم ولدوا لعائلات شيعية".
وتابع إبراهيم "ما يفعله الملك البحريني بتعميق الخلاف المذهبى فى البحرين، لتوطيد حُكمه، هو امتداد بائس لنفس ما فعله مُعاوية وابنه يزيد قبل أربعة عشر قرنا. وهو نفس ما يفعله بشّار الأسد، وإن كان الأمر معكوساً فى سوريا".
المنصف المرزوقي: البحرين حرة حرة
وقال "الثورة البحرينية ليست طائفية بل تأتي في اطارِ قضية شعوب عربية ترزح تحت سطوة الدكتاتوريات". ورأى أن "البحرينيين يعانون ما عانى منه التونسيون من فساد وظلم وقمع، وأن النظام الحاكم في البحرين يلعب على ورقة الطائفية"، معتبراً أن "معركة البحرينيين جزءا من معركة التونسيين".
وأضاف ضمن كلمته أمام السفارة "نقول لإخواننا في البحرين نحن التوانسة نساندهم كعرب ونساندهم في نضالهم (...) نحن السنة في تونس نعتبر أن القضية ليست قضية السنة ولا الشيعة بل هي قضية شعوب عربية ترزح تحت الديكتاتوريات".
لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه "في الدول التي يمكن أن تتحول فيها الثورة للاحتراب الأهلي نشدد على الانتقال إلى الديمقراطية بالتدريج بحيث تشارك القطاعات الخائفة في العملية" وفق تعبيره.