مرآة البحرين ( خاص): قد يكون تسجيل الفيديو وحده ما أنقذ يوسف قدرت من مصير مظلم، لن يكون أقل من مصير الشهيد يوسف موالي الذي كان يشارك في تشييعه. أحد المدنيين الملثمين الذين اختطفوه كان يلوح للشخص الذي يصوّر مهددا، لكن الرجل كان يصرخ "اتركوووه". يقترب الملثم منه أكثر وينقطع التصوير!كان مشهد اختطاف نائب أمين عام جمعية الإخاء الوطني المعارضة بلطجة على الملأ، وأمرا غير مسبوق فعلا، كما وصفه أمين عام الجمعية موسى الأنصاري. أعداد من البلطجية الذين لم تعجبهم شعارات "يسقط حمد" ومسيرة التشييع المهيب لأول شهيد يسقط في المحرق، كانوا متواجدين خارج المقبرة مبكرا كما تبين تسجيلات الفيديو وكما يؤكد شهود عيان.

حين اقتحمت المقبرة من قبل قوات الأمن، تسلل بعض هؤلاء السور، وبعضهم دخل بمعية قوات الأمن، لم يعد التفريق ممكنا بين البلطجي الرسمي والمتطوع، كلهم بلباس مدني، وكلهم بحماية الأمن. على الفور بدأ بعضهم بإلقاء الحجارة جهة المشيعين الذين حاول بعضهم التحدث لقوات الأمن، بعضهم كان مستعدا تماما، وأحضر "الكاروبة" وكذلك اللثام! نفس اللثام الذي اعتدنا رؤيته على المدنيين والعسكريين فترة السلامة الوطنية.

جنازة الموالي وتبدو خلفها الغازات السامة

كان يوسف يريد مساعدة امرأة سقطت على الأرض بعد إغراق المقبرة بمسيلات الدموع، فجأة صار وحيدا، واحتوشته الجماعة الملثمة بطريقة الاختطاف لا أقل، أحدهم يدفعه والآخر يسحبه والبقية تغطي، وبينما كان هو يحاول أن يقاوم، كانت كتيبة من قوات الأمن تمر إلى جانبه، منظر مشيتهم كان مريبا جدا، لم يدر أحد منهم وجهه!وبحسب الأنصاري فقد فشلت يوم أمس كل الاتصالات بالمسئولين الأمنيين في معرفة مصير أمر الله وقتها، ولم يكن معروفا من هي الجهة التي اختطفته بهذه الطريقة، وأضاف الأنصاري في تصريح لقناة العالم أن قيادة أمن المحرق ورئيس الشرطة لم يكن لديهم أي علم عن ذلك.اختطفه المدنيون وأخفوا أثره، وفي وقت متأخر من ليل أمس، عثر على قدرت في "مركز شرطة المحرق" ومنع محاميه من الالتقاء به.

ثم نقل إلى سجن الحوض الجاف ووجهت له تهمتين: إثارة الفوضى، والتحريض على الاعتداء على رجال الأمن، وهناك من اتهمه بأنه رمى حجرا على أحدهم أيضا!في ظل فضيحة البلطجة العلنية التي كان أبطالها مدنيون يتبعون وزارة الداخلية، وبعد بيان الجمعيات السياسية الذي حذر النظام من استهداف القيادات السياسية للمعارضة بالاعتقال أو القتل، يطلق سراح يوسف قدرت في وقت متأخر من مساء اليوم، قبل ذلك يصرح مدير عام شرطة المحرق أن يوسف أمرالله "قام بالتعرض لموظفين عموميين أثناء أداء واجبهم الوظيفي وأهانهم وقد تم القبض عليه وتوقيفه طبقا للقانون، تمهيدا لعرضه على النيابة العامة" هو القانون نعم، لكنه قانون المليشيا الذي له الغلبة دائما على قانون الدولة، كما يقول أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان. 

1. البلطجية خارج المقبرة متأهبين
2. هجوم البلطجية على موكب مشييعين الشهيد يوسف الموالي
3. بداية الهجوم
4. تشييع الشهيد يوسف موالي وتسلسل القمع- المحرق
5. فيديو من التشييع وشعارات يسقط حمد وتنح يا خليفة تدوي في المحرق
6. اختطاف يوسف قدرت من مقبرة المحرق