افتتاحية مرآة البحرين.. 9 مارس
2012-03-09 - 10:36 ص
9مارس يوم الساحات، وهو نفسه يوم 14 فبراير بما فيه من قوة إرادة، يوم ستعرفه أيدي البحرينيين وأرجلهم وحواسهم، سيشهدون عليه بكل ما فيهم من طاقة مشي وإشارة يد وتشّوق قلب إلى الحرية.
حين يدعو رجل دين إلى يوم وطني، فإن اليوم لا يصير دينياً، بل رجل الدين يصير وطنيا. هكذا سيسجل التاريخ أن 9 مارس هو يوم الساحات، دعا فيه رجل دين الناس للخروج في الساحات العامة ليقولوا للعالم نريد حكومة منتخبة وبرلمانا كامل الصلاحيات ودستورا يكتبه الشعب ووطنا مشتركا لا يتمايز فيه الناس بانتماءاتهم القبلية أو المذهبية.
سيسجل التاريخ أن شيخ قبيلة نصّب نفسه ملكاً ووضع كل صلاحيات السلطة في يده وحده، خرج عليه شعبه في ساحات الميادين ليأخذوا من يده ما هو حق لسلطات الدولة التي هم جزء منها. وحين أحس أن قبضة الشعب تكاد تفك ما في يده، قال لهم إنكم شرذمة قليلون، فكان 9 مارس.
سيخرج البحرينيون من أجل الإصلاحات التي لم تكتمل في 1923، ومن أجل المطالب التي غُدر بها في 1954، ومن أجل الحركة العمالية والحراك الشعبي معها في 5مارس 1965 ومن أجل الدستور الذي عطل برلمانه في 1975، ومن أجل الميثاق الذي لم يُلتزم به في 2001 ومن أجل دستورهم الذي ألغي في 2002. سيخرجون من أجل كل هذه التواريخ التي حاولوا أن يصنعون فيها وطنا. سيخرجون ضد تاريخ الغدر الذي مارسته عائلة السلطة بحريتهم.
لتتوحد العائلة من أجل تثبيت دكتاتوريتها واستئثارها وسيتوحد الشعب غدا في 9 مارس من أجل إعادة فتح البحرين التي أغلقها غزو 1783 فقد جعلها تركة خاصة لقبيلة لم تقبل أن يشاركها أحد حتى في صنع تاريخ هذا البلد.
سيخرج البحرينيون من أجل عبد الرحمن الباكر وعبدالرحمن النعيمي وإبراهيم شريف وشيخ عبد الأمير الجمري، من أجل هذه الشخصيات التي كانت تحلم وهي تحمل مشاريع وطنهم الذي لم يصلوا إليه بعد.
سيخرجون ليقولوا للعالم نحن من سيصنع الديمقراطية، لن ننتظر منحة من الخارج ولن توقفنا تعارضات مصالح الدول الكبرى في منطقتنا، ولن ترجعنا قوات درع القبائل لبيوتنا، باقون في الساحات حتى تحقيق الديمقراطية.
سيكون 9مارس تأكيداً لمرجعية الشعب، وهزيمة لأحذية الجيش الذي انتهك في 16مارس2011 حرمة ساحات حريتهم. سيكون 9مارس تأكيدا لشرعية المطالب التي وضعها الناس على باب الدوار قبل أن تثبتها الجمعيات السياسية في وثيقة المنامة.
ما بعد 9مارس سنقول في خطابنا السياسي: المطالب تستمد شرعيتها من غالبية 9مارس، نتحدث باسم شارع 9مارس، الحوار مع السلطة محكوم بما يقرره شارع 9مارس، الدستور يكتبه شارع 9مارس والحكومة يشكلها شارع 9مارس والبرلمان تمثيل لشعب 9مارس.
سيكون 9مارس استفتاء ليس في الصناديق المغلقة، بل في شاشات قنوات العالم وعدساته التي سترقب وميضه الساطع.