بحرين دكتور: تحية لجهاد كاتب رواية جو
بحرين دكتور - 2016-12-12 - 3:54 ص
تحية لأم جهاد
تحية لها تنتظرك وأنت خلف قضبان السجن
تحية لآلاف المعتقلين الذين احترقت سنوات عمرهم دفاعا عن حقوق شعبهم
جهاد كنت ومازلت واحدا من الآلاف الذين يقبعون الآن في سجون آل خليفة في البحرين تحت سطوة الجلادين والمجرمين الذين يوظفهم النظام من شتى بقاع الأرض لإذلال شعبنا في الشوارع ومعتقلينا في السجون.
كنت مختلفا لأنك استطعت أن تحفر في الجدار ثغرة يصل النور من خلالها لجميع المعتقلين، وأوصلت لنا من جدران الزنانة وسياج السجون روايتك بشكل جعلنا نعيش الأحداث التي عشتموها.
جهاد حين كنت أقرأ روايتك كنت كمن يشاهد فيلما أمام عيني، وأتألم مع كل حدث في الرواية. جعلتني أعيش كل لحظاتها لحظة بلحظة حدثا بحدث.
لم أستطع حتى الأكل يوم بدأت قراءة روايتك "جو"؛ أولا لأنني كنت أحاول أن أنهي قراءتها، وثانيا لأن كل حدث من أحداثها كان يشعرني بالخجل أمام عظمة المعتقلين الذين لاقوا عذابات الجوع والبرد والتعذيب الجسدي والنفسي.
روايتك ستكون شوكة في حلق هذا النظام الذي أثبت بأنه نظام مريض متجرد من كل معاني الانسانية.
روايتك يا جهاد ستكون كروايات العظماء لأنها كتبت في لحظات الألم ولحظات كانت تُحفر فيها آثار التعذيب على أجساد المعتقلين. نعم كتبت ساعة الحقيقة ولحظة وقوع الحدث.
روايتك أوصلت لنا صرخاتكم حين كانت تداس أجسادكم بأقدام المرتزقة وحين كانت ترجف أجسامكم من برود الماء الذي يسكب عليكم. حتما سيقرأها الآلاف لأنها كتبت دون الحاجة لتأليف موقف أو صناعة حدث، بل كنت أنت والمعتقلين تكتبون أحداثها.
أعطانا جهاد درسا بأننا كبشر قادرون على الإبداع حين نعتقد بأننا لا نملك الإمكانيات لنبدع. كتب روايته دون أن يتوفر له المكان المناسب فقد كان ولازال في السجن وتحت أيدي الجلادين وتحت رقابتهم وانتقامهم وحقدهم.
جهاد كتب روايته دون توفر أقلام وأوراق إلا تلك التي كانت تهرب له بكل حذر وبعيد عن أعين الجلادين.
نعم يا جهاد كتبت روايتك دون اختلاق الأعذار مع أن كل الأعذار تحت تصرفك.
روايتك يا جهاد ليست ما كتب من أحداث بل تتعدى ذلك للدروس. دروس الشجاعة ورفض الخضوع. بينما كنت أنت تناضل بجسدك وقلمك من داخل السجن دون أن تتعذر حتى من ظروف السجن السيئة، كان الكثير منا مستسلما لما يدور حوله خارج السجن متعذرا بالخوف مرة وانتهاء الثورة مرة أخرى.
جهاد... أنت أعطيتني درسا مجانيا وأنت داخل زنزانتك وأنا أنعم بالحرية.
مرة أخرى وليست أخيرة شكرا يا جهاد
وشكرًا لأمك التي أنجبتك
-
ناشطة على تويتر تجدها عبر @BAHRAINDOCTOR
- 2024-11-23التعايش الكاذب وصلاة الجمعة المُغيّبة
- 2024-11-20دعوة في يوم الطفل العالمي للإفراج عن الأطفال الموقوفين لتأمين حقهم في التعليم
- 2024-11-18النادي الصهيوني مرحبا بالملك حمد عضوا
- 2024-11-17البحرين في مفترق الطرق سياسة السير خلف “الحمير” إلى المجهول
- 2024-11-13حول ندوة وتقرير سلام تعزيز الديمقراطية.. أمل قابل للتحقيق