» رأي
لا للخُوَار .. نعم للحوار
مراد الحايكي - 2012-03-28 - 1:43 م
مراد الحايكي*
معنى الخُوَار في قاموس المعاني هو صوت البقر والثور. منذ بداية الأزمة في البحرين خرجت علينا أصوات تقف ضد الحوار وتحاول تحشيد الجماهير لتتبنى وجهة النظر تلك فسمعنا هتافات وشعارات من فئات معارضة تقول "لا حوار مع القتلة"و"لاحوار مع السلطة" وغيرها من الشعارات المشابهة.
وبعد انتهاء "حالة السلامة الوطنية" وبعد إن اكتشفت السلطة بأنها لن تستطيع القضاء على معارضيها ولا حتى ترهيبهم، وبعدما كشرت المعارضة عن أنيابها في التاسع من مارس 2012 بدأنا نسمع أصوات من الطرف الآخر من اللعبة يرفض الحوار فجاءت الشعارات القائلة "لا حوار مع الخونة" بدأها ما يسمى بشباب "صحوة الفاتح" واختتمها تجمع الوحدة الوطنية (لدي تحفظ على كلمة الوطنية) في بيانه الصادر في تاريخ 17 مارس والذي أعلن فيه رفضه الدخول في "المرحلة" القادمة من الحوار.
إن السبب في تراجع تجمع الوحدة في موقفهم من الدخول في حوار مباشر مع المعارضة يبدو إنه يرجع إلى عدم الوصول إلى صيغة أو اتفاق نهائي حتى هذه اللحظة بين المعارضة والحكم، ومن حيث إن المبدأ لا يمكن الحكومة من التصريح في العلن بأنها ترفض الحوار مع المعارضة، فالنظام الحاكم وبرئاسة ملك البلاد قد وافق على ما جاء في تقرير السيد بسيوني من توصيات وأهمها الدخول في حوار جدي مع المعارضة، لذلك الحكومة ارتأت الضغط على المعارضة باستخدامها "العصا السنية" والمتمثلة في تجمع الوحدة.
كما إن هناك من يذهب في تحليله بأن التجمع وبعد خروج "السلف والإخوان" منه وتشكيل صحوتهم قد فقدوا العديد من الشباب المؤيد لهم وما رفضهم للحوار في الفترة الحالية إلا محاولة منهم للم الشمل مرة أخرى.
إن المطالبة بالحوار هو خير وحل للأزمة البحرينية بطريقة سلمية حضارية يجتمع الكل فيها حول طبيعة المرحلة القادمة في قيادة البلد، ومن هو ضد الحوار فبالتأكيد هو مستفيد من بقاء الوضع على ماهو عليه من ظلم وتسلط وديكتاتورية.
علمتنا التجارب المحيطة بنا بأنه لا يوجد أحد سيلغي الآخر، فلا المعارضة ستلغي وجود عائلة آل خليفة والموالين لهم ولا آل خليفة والنظام الحاكم في البحرين يستطيع إلغاء المعارضة، ولذا يتوجب علينا الجلوس وبشكل جدي على طاولة واحدة نتصارع فيها ونناقش حول أفضل السبل لجلب الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبحرين.
كما يجب إن يعلم النظام ويتيقن بأن ما كان قبل 14 فبراير 2011 لا يمكن أن يكون بعد ذلك التاريخ، وإن ضمانة بقاء العائلة الخليفية في "الحكم" هو تطبيق الملكية الدستورية الحقة وهذا ما اتفقنا عليه نحن شعب البحرين معهم في ميثاق العمل الوطني.
إن صوت العقل والصوت الإنساني يدعونا للحوار، أما الصوت المخالف لهذا فهو خُوَار لا أكثر.
* ناشط بحريني
اقرأ أيضا
- 2024-11-23التعايش الكاذب وصلاة الجمعة المُغيّبة
- 2024-11-20دعوة في يوم الطفل العالمي للإفراج عن الأطفال الموقوفين لتأمين حقهم في التعليم
- 2024-11-18النادي الصهيوني مرحبا بالملك حمد عضوا
- 2024-11-17البحرين في مفترق الطرق سياسة السير خلف “الحمير” إلى المجهول
- 2024-11-13حول ندوة وتقرير سلام تعزيز الديمقراطية.. أمل قابل للتحقيق