مراد الحايكي: لا تعدموا الأمل
مراد الحايكي - 2018-03-29 - 9:05 م
لم تتوانى السلطات في البحرين منذ 2011 من استخدام أساليب الترهيب والتعذيب والتنكيل في محاولة فاشلة منها لإسكات أصوات المطالبين بالإصلاح ونشطاء حقوق الإنسان. ففي مارس من ذلك العام، فرض النظام أحكام "السلامة الوطنية" ليطلق من خلالها العنان لكافة قواه الأمنية والعسكرية بالإضافة إلى حفنة من الإعلاميين المرتزقة، لينهشوا في جسد هذا الوطن وأبناء شعبه.
أزهقت أرواح العشرات من المعارضين في الشوارع والسجون وانتهكت حقوق الآلاف من شعب البحرين، وفي محاكمات تفتقر إلى أدنى شروط العدالة يستلم قضاتها "الأحكام المطلوبة" بالـ SMS، زج الآلاف في السجون بأحكام تصل إلى الإعدام والمؤبد وسحب الجنسية، وغيرها من الأحكام الجائرة.
نفذ الإعدام في ثلاثة شبان اعتقلوا وأخذت اعترافاتهم تحت التعذيب في قضية مقتل ضابط إماراتي ضمن قوات "درع الجزيرة" المتواجدة في البحرين منذ العام 2011، حلت الجمعيات السياسية المعارضة ورمي بأغلب قياداتها في السجون، منعت المسيرات والاعتصامات، ومنع النشطاء الحقوقيون من السفر، ويتعرض الآلاف للتعذيب على أيدي جهاز الأمن الوطني ووزارة الداخلية.
نتيجة كل هذا البطش، زاد السجل الحقوقي للنظام سوادا، ولم تصمت الأصوات المطالبة بالإصلاح، لتطرح عدد من الأسئلة على النظام، لماذا الإصرار على "المعالجة" الأمنية لأزمة البحرين؟ لماذا الدفع ببعض الأفراد إلى التطرف؟ لماذا يستنزف ما تبقى من المال العام لتكريس الأزمة لا حلها؟ هل كان إعدام الشبان الثلاثة مؤشرا على خروج القرار السياسي من المنامة إلى عاصمة خليجية أخرى؟ إلى متى؟
منذ أن قال الرئيس الأمريكي ترامب لملك البحرين في مايو الماضي "علاقاتنا لن تظل متوترة بعد الآن" وأحكام الإعدام والمؤبد وسحب الجنسية قد أصبحت فقرة يومية ثابتة في نشرات الأخبار.
إن هيمنة الجهاز الأمني على الساحة السياسية في البحرين ساهم في إحداث شرخ كبير بين أفراد المجتمع، استنزف ميزانيات الدولة على مر السنوات الماضية، وزعزع آمل الناس في إمكانية إصلاح النظام.
تمر المنطقة بمخاطر جمة وتحديات تتطلب وجود نظام بحجم تطلعات الناس، قادر على إنهاء الأزمة، لذا فهذه الكلمات هي دعوة خالصة وصادقة لمن يملك القرار بوقف الحلول الأمنية والعودة إلى روح الميثاق الوطني وإنصاف ضحايا هذه الحملة الأمنية المستمرة منذ 7 أعوام، دعوة من القلب بإلغاء كافة الأحكام التي اتخذت ضد المعارضين والنشطاء السياسيين، وإطلاق سراح من في السجون، فلا تعدموا الأمل، فلا حياة للناس من دون أمل.
*كاتب بحريني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليقات والردود التي تنشر تعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبر عن رأي "مرآة البحرين" بالضرورة. نستقبلها على البريد التالي: editor@bahrainmirror.com
- 2024-11-23التعايش الكاذب وصلاة الجمعة المُغيّبة
- 2024-11-20دعوة في يوم الطفل العالمي للإفراج عن الأطفال الموقوفين لتأمين حقهم في التعليم
- 2024-11-18النادي الصهيوني مرحبا بالملك حمد عضوا
- 2024-11-17البحرين في مفترق الطرق سياسة السير خلف “الحمير” إلى المجهول
- 2024-11-13حول ندوة وتقرير سلام تعزيز الديمقراطية.. أمل قابل للتحقيق