سوالف بو كشمه: بصوتك تاكل تبن وإنت تضحك
بوكشمة - 2018-10-03 - 11:04 ص
سأل أحد المتحمسين للانتخابات (بو كشمه) عن رأيه بخصوص المشاركه في الانتخابات من عدمها ولم يترك الأخ حجة إلا ذكرها ليثبت صوابيه المشاركه بل وجوبها وإن ترك هذا الحق سوف يصل للبلاد للكارثه (على أساس ان وضع البلاد مية المية) وإن المقاطعين على الأقل فقدوا البوصلة السياسية وأنهم يفتقدون للذكاء والحنكة ويتصرفون بصبيانية وبعناد الأطفال لأن من يقاطع العرس الانتخابي فهو على الأقل متخاذل وقد يصل جرمه للخيانه والعماله.
بو كشمه تركه يفرغ كل ما في جعبته ويخرج كل ما في جوفه وتلافيف مخه واستأذنه في أن يبدأ رده بقصة حصلت مع عائلته، إذ كانت المدام تعاني من شغب الأولاد وتذمرهم من كل شيء وتباين طلباتهم التي تقتصر على أكل المطاعم وعلى الدلفري للبيت ولم تفلح كل حجج المدام بفائدة طعام البيت حتى أتتها فكرة.
دعتهم لمشاركتها في الطبخات، وأسندت لهم مهام شكلية من غسل مواعين وغيرها ونجحت الخطة إذ أن الأولاد صدقوا بأنهم من شارك بفعالية في الطبخ بل إنهم واثقين ان الطبخه لن تكون من دونهم! وهنا فغر صاحبنا فاهه وقال منفعلا "أكلمك بالسياسة وأنت تكلمنى عن الطبخ وعيالك. فرد بو كشمه ألم تسمع عن المطبخ السياسي؟
قال له سأوضح لك إن الوضع مشابه لما يجرى الآن، إذ تعتقد أنت وغيرك من المشاركين في الانتخابات الصورية بأنكم جزء من الطبخه السياسية بل أنتم عمادها، لأن لديكم سلطة التشريع ولكن في الواقع الحكم والحكومة هم من يقرر الطبخة السياسية، وهي من تعد مكوناتها وتختار نوع النار التي ستنضج عليها الطبخه، وهي تحدد متى ستبدأ ومتى ستنتهي، وهي أيضا من تضع البهارات والمنكهات، وهي أيضا من تحدد من سيجلس على المائدة، ومن سيأكل ومن سيتم حرمانه من وجبتها أيضا.
ويقتصر دور المشاركين على غسل الصحون حتى تهترئ أصابعهم، وتقشير وتقطيع البصل والثوم حتى تعلق الريحه البشعة ببشوتهم وكرفتاتهم، ولأنهم مصدقين بأنهم مساهمون في الطبخة السياسية ولذا فهم مسئولون عن مذاقها حتى إنهم لا يستطيعوا أن ينتقدوا الطبخة سوى كانت محروقة أو مذاقها مالح كالبحر أو مر كالعلقم، فكيف ينتقدوا طبخة هم طبخوها بل سوف يروجون بأنها من أفضل الطبخات وأروعها حتى إن حلمات ألسنتهم تمتص طعمها، كما تمتص الفراشات الرحيق.
والأغرب أنهم قد لا تتم دعوتهم لحضور المائدة، وإذا دعوا قد تترك لهم البواقى والفتات وما زاد وما تناثر وعافته النفس باختصار بصوتك تقدر تأكل تبن وأانت تضحك . وهنا فز صاحبنا الموالي قائلا سديت نفسى عن الأكل كما سديت نفسي عن السياسة والانتخابات. لا بوهم ولا بو السياسة فوقهم.
*(بوكشمه) رجال عادي وبسيط، عقله حصيف وقلبه نظيف وضميره عفيف، يشعر بالغصة وتخنقه العبره لما آل إليه حال بلاد المليون نخلة.
- 2024-11-23التعايش الكاذب وصلاة الجمعة المُغيّبة
- 2024-11-20دعوة في يوم الطفل العالمي للإفراج عن الأطفال الموقوفين لتأمين حقهم في التعليم
- 2024-11-18النادي الصهيوني مرحبا بالملك حمد عضوا
- 2024-11-17البحرين في مفترق الطرق سياسة السير خلف “الحمير” إلى المجهول
- 2024-11-13حول ندوة وتقرير سلام تعزيز الديمقراطية.. أمل قابل للتحقيق