مَلِك خفافيش الظلام
2012-07-27 - 7:00 ص
" 270 منزلًا تم اقتحامها خلال شهرين فقط.. ويتحمل مسؤوليتها الملك لأنه على علم بها ولأن بسيوني ذكر هذه الانتهاكات"
مؤتمر قوى المعارضة البحرينية اليوم
مرآة البحرين (خاص): بدا ملك البحرين، في خطاب مؤتمر قوى المعارضة، ليس مسؤولًا بالمعنى الأخلاقي فقط عما تفعله المرتزقة من قوات الأمن من انتهاكات لأمن المواطنين، والإمعان في المداهمات والاقتحامات للبيوت والمساكن، بل بدا الملك زعيمًا لهذه الخفافيش، وكأنّه ملك خفافيش الظلام.
هل تبدو المعارضة وكأنّها تُحضّر لمرحلة جديدة في تشكيل خطابها؟ مرحلة لن يكون الملك فيه خارج الإدانة، بل سيكون جزءًا من الأزمة في خطابها الجديد، وهذا يعني أنّ الملك الذي أنهك البلاد والعباد سيُحرِق أوراقه عند أكثر المعارضات اعتدالاً وعقلانية.
تحمُّل المسؤولية هو المعنى المباشر للسياسة المُمنهجة، الملك يتحمّل مسؤولية كل ما هو ضمن سياسة الدولة الممنهجة، وخفافيش الظلام هي ضمن هذه السياسة. وإذا كان تقرير بسيوني قد برّأ (أو ما بدا أنه تبرئة) الملك من السياسية الممنهجة، وقدّم بهذه البراءة دواءً لشرعيته، فإنّ ما فات الملك هو أنّ الدواء صلاحيته آيلة للفساد، وما يُسرّع من فساد هذا الدواء (تقرير بسيوني) هو استمرار هذا السياسية الممنهجة من قبل خفافيش الظلام. يبدو لسان حال قوى المعارضة الآن هو: آن الأوان لنتحدث بجرأة أكبر عن ملك هذه الخفافيش.
ما تمّ توثيقه من حجم مسروقات رجال الأمن خلال مُداهمات البيوت خلال فترة السلامة الوطنية بلغ 10 ملايين دولار، وعدد البيوت التي تمّت مدُاهمتُها خلال شهري يونيو ويوليو 2012م بلغ 270 بيتًا. من المسؤول عن هذه السياسية الممنهجة في السرقة والمُداهمة؟ هو الملك وحده لا شريك له. لقد أعلمه بسيوني بذلك أمام العالم، وحان الوقت ليتحمّل مسؤوليته مباشرة، وليكن خطاب المعارضة هو خطاب تحميل، أي خطابًا مهمّته تحميل الملك المسؤولية المباشرة أمام العالم.
لن تتوقف خفافيش الظلام إذا لم يتوقف الظلام الذي يجنحون تحت ستره، وهذا الظلام ليس شيئًا آخر غير السياسة الممنهجة التي يتحمل مسؤوليتها الملك. تحت هذه السياسة ونهجها الظلامي تمّ انتهاك الحرمات وسرقة الأموال وترويع المطالبين بالديمقراطية. إنها سياسة ملكية، وكل ما هو ممنهج يتحمل مسؤوليته ملك النظام.
هل يحتاج الملك إلى منصّة جديدة تُتلى فوقها الانتهاكات، وتُعلّمه بخفافيشه التي تجعل من حكمه أكثر ظلامية وأمحق شرعية؟