قيس علي: إلى الوزير المتلثم
قيس علي - 2019-03-29 - 12:15 م
عشية الإعلان عن نتائج الإنتخابات البرلمانية الأخيرة (نوفمبر 2018) تداولت قنوات التواصل الاجتماعي مقطعاً مرئياً إلى ما يبدو على أنه ديوانية وزير التربية والتعليم ماجد بن علي النعيمي الذي كان يترقب النتائج عن كثب ليعرف عن ما إذا كان ابنه علي النعيمي قد فاز في ترشحه لتمثيل الدائرة السابعة في المحافظة الجنوبية بالبرلمان أم لا.
ظهر الوزير في جلسته على طرف الكنب "الكشخة" واضعاً "رجول على رجول" و"متغشويا بغترته"، ربما كان سعادة الوزير أبو النائب خائفاً من أن تعلن النتائج خسارة ابنه فيفتشل أمام الحاضرين، وقرر أنه حين يخفي وجهه لن يعرفه أحد، ولن يكون له "كار" في "السالفة" وستمر مرور الكرام. في ذلك الحين كنت أتساءل، هل كان سعادة الوزير أبو النائب يعلم أنه في ديوانيته أصلاً، وأن الحضور "المريشين" جميعاً ربعه وجماعته؟ جاءوا يجلسون معه، وهم يعلمون أنه بينهم ويستطيعون تمييزه تلثم أم لم يتلثم؟ ماذا لو خسر ابنه مثلاً؟ هل سيتسلل خارجاً ويخبر الناس في اليوم التالي أنه لم يكن هناك، وأن ليس لديه علم "بالسالفة" وأن ما عنده ولد اسمه علي أصلا؟
كان الزمن كفيلاً بأن يُذهب الفضول ويقتل السؤال الذي جال في خاطري لعدة أيام، حتى طالعتنا قنوات التواصل مرة أخرى بخبر جديد: المخدرات تُباع في مدرسة مدينة حمد الإعدادية، لصالح "فلان بن فلان" المتنفذ من آل خليفة الذي يخاف الجميع من ذكر اسمه. قصة طويلة تحمل شبهات فساد في المدرسة والوزارة، ومخالفات للوائح والقوانين ومئة ألف شغلة. لو حصلت هذه القصة في أي دولة من الدول "الأوكيه" كانت ستطيح بالوزير قطعا، أو أقلها "دخير بالله" ستجعله يخضع للمساءلة والتحقيق، وذلك ما جعلني أتساءل إذا ما كان سعادة الوزير قد ذهب إلى عمله في اليوم التالي خاشاً وجهه لكي لا يعرفه أحد كما فعل ليلة الانتخابات أم أنه ذهب بصورة عادية، ثم سرعان ما استدركت السؤال بآخر مفاده إن كان سعادة الدوام يذهب إلى العمل أصلاً كما هو الحال مع سائر البشر، أم أن العمل يذهب إليه!
لم تدم الحيرة هذه المرة كثيراً، إذ نعرف وتعرفون أن هذه الديرة "نص كلج" وأن صديق الملك الذي جلس على كرسي الوزارة منذ 2002 ولم يتحرك منذها، هو أقدم وزير في التشكيلة الوزارية الحالية، وسيكون أقدم وزير في التشكيلة الوزارية القادمة، بل هو إن شئتم ينافس أبو علي رئيس الوزراء في هذه الحركة، وطالما أنه يجيب "الجهال" من المدارس كل عام ليصفقوا للملك في مهرجان البحرين أولاُ فالأمور كلها "في اللومي". لتدفع إحدى الطالبات الثمن، معلمة أو مشرفة ربما، وإن زادت رئيس المدرسة أما وزير التربية المتلثم فليس له "كار" في ابنه إن خسر، وليس له "كار" في مدارسه و وزارته إن فسدت.
*كاتب بحريني مهتم بالشأن العام، مقيم في نيوزيلندا.
- 2024-11-23التعايش الكاذب وصلاة الجمعة المُغيّبة
- 2024-11-20دعوة في يوم الطفل العالمي للإفراج عن الأطفال الموقوفين لتأمين حقهم في التعليم
- 2024-11-18النادي الصهيوني مرحبا بالملك حمد عضوا
- 2024-11-17البحرين في مفترق الطرق سياسة السير خلف “الحمير” إلى المجهول
- 2024-11-13حول ندوة وتقرير سلام تعزيز الديمقراطية.. أمل قابل للتحقيق