عادل المعاودة: من أجل الإسلام لا سوريا
2012-08-06 - 11:40 ص
مرآة البحربن (خاص): بدا النائب/الشيخ عادل المعاودة في المخيّم الرمضاني الدعوي بمدينة حمد، وهو يروي تجربته مع الجيش الحر، سلفيًا بامتياز. تحوّل من نائب يتحدث بلغة السياسة (القانون، الديمقراطية، الدولة، الثورة، إسقاط النظام، حق تقرير المصير، تداول السلطة) إلى شيخٍ سلفي تكفيري يتحدث بلغة (الفجرة، الكفّار، بِدَع، ضلال، شرك، أهل التوحيد الخالص، أهل السنة والجماعة، الشام الكبرى، السلاح، الثغر).
بدت الخطوط بين الدول (سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين ) من صنع (كفار) كما يقول ولا تستحق الاحترام، لذلك لا قيمة لأي خطاب يحاجج المعاودة بلغة القانون والسياسة (نائب، جمعية، قانون الجمعيات، احترام سيادة الدول). لن يجدي مع المعاودة أن تُحاججه بأحقّية الشعب البحريني في أن يُطالب بالديمقراطية كما من حق الشعب السوري، فالسوريون ليسوا شعبا أصلًا، هم الجيش الحر وجماعته من أهل التوحيد الخالص، وهم أهل الشام حماة الثغر الإسلامي، ومعركتهم ليست من أجل الديمقراطية وتداول السلطة، بل من أجل تمكين دين التوحيد من أن يستعيد سيطرته ضد أهل الشرك.
بدا المعاودة وهو يقول "أقول لكل مسلم... من أجل الإسلام لا سوريا" أنّه يخوض معركةً كبرى من معارك العصور الوسطى والحروب الصليبية، بين أهل التوحيد الخالص وأهل الشرك والبدع. لا مجال للمساواة بين ثوّار الشام وثوّار البحرين، لن يكون الذين خرجوا للمطالبة بالديمقراطية في دوار اللؤلؤة غير أهل شرك وبدع، والمعركة معهم ليست سياسية بل وجودية، تذكروا، إنّه ليس السعيدي، إنّه عادل المعاودة.
استلّ المعاودة سلاحه السلفي بسرعة فاجأت الجميع، أخرج خطابه السلفي السعودي الذي أوصله إلى أفغانستان، وبدا المعاودة وكأنه قد تمَّ تحضيره لمعركة كبرى، ليست هي معركة الربيع العربي، بل هي معركة أهل التوحيد (السنة) ضد أهل الشرك (الشيعة). إنّها نفسها المعركة التي حرّرت الأزهر من (الباطنية) من العبيديين والفاطميين. والمعاودة يُنبّه مستمعيه إلى أن الأعداء ليسوا المختلفين سياسيا ولا المختلفين مع الوهابيين، بل هم كل المختلفين مع أهل السنة الذين يحبون الصحابة وعائشة.
إنها كما يُعبر المعاودة معركة أهل التوحيد وشعار (ما لنا غيرك يا الله) يُعبّر في سوريا كما يقول عن استعادتهم لعقيدة التوحيد ضد حكم أهل الشرك. ليست هناك معركة سياسية، فكل ما هناك معركة عقائدية كما كانت معركة ابن سعود مع خصومه السياسيين.
إنه يخوض حرب السلفيات التي بدأت تأكل ثمار الربيع العربي، بل بل بدأت تأكل الربيع العربي كله. معروفٌ عن المعاودة صلته الوثيقة بنظام الحكم السعودي، ومرجعية خطابه هذا، تستند إلى هذا النظام، وما ينتظر ساحات الحرية والربيع العربي، من البحرين (التي تحولت لشوكة ناعمة في حلق السعودية) إلى اليمن إلى تونس إلى مصر، هي أسنان هذا النظام التي كشّر عنها المعاودة.
ما الذي ينتظر الساحة البحرينية بعد أن يفرغ المعاودة من ثغر الشام؟!