قيس علي: ماذا نتوقع من سمير ناس إذا كان مستشاره هو المصري الوقح
قيس علي - 2019-11-27 - 3:21 ص
*قيس علي
جاء على بال رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير ناس أن يهز بدن البحرينيين بتصريح يقول فيه إن الاعتماد بشكل كبير على العمالة الأجنبية سببه أن "شبابنا لا يعمل في جميع المجالات" كما كان سابقاً وأن الآن "ثقافة العيب هي السائدة". السيد ناس، رئيس جامعة العلوم التطبيقية بالمناسبة، عرج أيضاً على الذريعة السمجة التي تستخدمها السلطة لتبرر سلب الناس من حقهم في التعليم وهي أن عدد خريجي الجامعات يفوق حاجة السوق، واصفاً المشكلة بأن "الهرم مقلوب لدينا، ففي أوروبا وأمريكا وغيرها من الدول المتقدمة، يمثل خريجو الجامعات أكثر من 30%، أما 70% فهم يعملون في أعمال مهنية، وهذه الطبقة هي المنتجة".
لكي يوفر البحرينيون على أنفسهم خيبة الأمل علينا في كل مرة يخرج علينا هذا الرجل بتصريح أن نتذكر من يكون. هو الشخص الذي وقف مع مستشاره المصري الوقح الذي شتم شريحة عريضة من الشعب ودافع عنه ضد أبناء البلد. شهد له أمام القضاء وأعطاهم المخرج لتبرئته. نعرف مسبقا أن ناس ليس من الناس وأن أحبابه وقرة عينه هم الأجانب أشكال المصري السباب ياسر العطار وغيره، لا أهل البلد.
ما يجب أن نعرفه أيضاً أن (ناس) وأقرانه من التجار الذين لم ينفكوا منذ أيام عن التصريح في مدح الأجانب وذم المواطنين بعد أن كادت قلوبهم أن تتوقف بسبب مشروع نيابي يشترط شهادة حسن سيرة وسلوك على الوافدين، إن أصحاب الأموال هؤلاء أصلاً يعيشون في بحرين أخرى ويتعاملون مع بحرينيين آخرين، ثروتهم حاجز وردي جميل يحول بينهم وبين الواقع المزعج والقبيح الذي يعيشه أهل هذه الجزيرة. لولا هذا الحاجز لشاهد (ناس) البحرينيين من حملة الشهادات ومن غيرهم يعملون في محطات الوقود، وفي مطاعم الوجبات السريعة، وعلى أبواب الفنادق، وخلف مقاود الشاحنات، بل ومنظفين وعتالين في الأسواق. لو كان يعيش في البحرين لعرف أن البحرينيين هم الاستشاريين والأطباء والممرضين والفنيين الذين يشغلون مستشفى ضخم يعمل كخلية نحل ليل نهار، وهم المعلمون، وخيرة المصرفيين، والفنيون الذين يشغلون معامل النفط والألمنيوم في البلد قبل أن يقرر نظام مرعوب مريض بالفوبيا يخشى حتى من ظله أن يقصيهم ويحل النطيحة والمتردية مكانهم.
وما ينبغي على السيد (ناس) وشلته من الأثرياء الذين باتوا يألفون نعت البحرينيين بأقذع الأوصاف دون حسيب أو رقيب هو أن البحرينيين ليسوا يجدون في درسهم وعملهم وحسب، بل أيضا يبدعون ويجدون في اختراع الحلول والبدائل التي تمكنهم من الدراسة والعمل رغم التضييق والتمييز والتفضيل على حساب الأجنبي الذي لن يكون في يوم من الأيام غيوراً على هذه الأرض كما البحريني.
ولكنكم يا سيد (ناس) وربعه تحبون الأجانب لأن شركاتكم ترميهم في مساكن ليست صالحة للبشر وتدفعون لهم ما هو أقل من القليل ليعملوا لكم كما العبيد بلا حقوق ولا من يحزنون، أما من تجلسوهم على مكاتبكم فتفضلونهم أجانب أيضاً، لكي لا يعرف البحرينيون أسراركم ومقادير أموالكم.
أقلب الهرم يا سمير ناس وأبدأ بأبنائك، احذوا حذو الدول المتقدمة وأدخلهم المدارس المهنية لا الجامعات، اكسر ثقافة العيب واجعلهم عمالا ومنظفين في شركاتك لا مهندسين ومدراء، كن قائداً وخير مثال لما تدعو إليه أما نحن وإن كنا وسنبقى نعمل في أرذل الوظائف دون أن نستعيب أو نسمح لأحد يعيبنا فسنبحث دائماً لأبنائنا البحرينيين عن أفضل الجامعات وأفضل الأعمال وسنحلم أن نرى اليوم الذي نجدهم فيه بعلمهم وعملهم وجدهم واجتهادهم يقاسمونكم ثروات هذا البلد، فموتوا بغيضكم.
*كاتب بحريني مهتم بالشأن العام، مقيم في نيوزيلندا
- 2024-11-23التعايش الكاذب وصلاة الجمعة المُغيّبة
- 2024-11-20دعوة في يوم الطفل العالمي للإفراج عن الأطفال الموقوفين لتأمين حقهم في التعليم
- 2024-11-18النادي الصهيوني مرحبا بالملك حمد عضوا
- 2024-11-17البحرين في مفترق الطرق سياسة السير خلف “الحمير” إلى المجهول
- 2024-11-13حول ندوة وتقرير سلام تعزيز الديمقراطية.. أمل قابل للتحقيق