قيس علي: مقترحات إلى السيد إبراهيم التميمي حول رأيه في إجلاء البحرينيين من إيران
قيس علي - 2020-03-14 - 11:38 م
البحرينيون العالقون في إيران مواطنون لهم كل الحق في العودة إلى بيوتهم دون منة من أحد، رغم ذلك فقد ثلاثة منهم حياتهم وهم ينتظرون، عائلاتهم يعيشون أزمة لا معنى لها في الوقت الذي أجلت كل دول العالم رعاياها من المناطق الموبوءة بكوفيد 19 أو على الأقل لم تمنعهم من العودة إلى ديارهم.
قد تكون الجهات المعنية غير جاهزة فعلاً لإجلائهم، لكن كم من الوقت تحتاج هذه الجهات لتدارك أمرها؟ شارف شهر على الانتهاء ولازلنا ننتظر من "فريق البحرين" أن يفهمنا لماذا الأمر معضلة عصية عن الحل. هناك مقترحات طرحها عامة الناس مثل تخصيص فندق بالقرب من المطار لاستقبالهم وحجرهم صحياً هناك، في الواقع هذا ما فعلته بقية دول الخليج.
لم يخرج علينا أحد ليفهمنا لماذا هذا الحل غير مجدٍ في البحرين وما هي البدائل التي يتم دراستها حالياً. في المقابل خرج علينا مدير إدارة المعلومات في مجلس الوزراء بمقطع فيديو يقارن فيه بين الموقف البحريني المشرف في إجلاء البحرينيين من إيران وإمدادهم بأرقى أنواع العلاج وتنصل كندا (يوم 26 يناير 2020 تحديدا) من تسيير طائرة لإجلاء رعاياها من مدينة ووهان الصينية. ومن باب الود، نحب لو يتقبل منا السيد إبراهيم التميمي جملة من المقترحات حول هذه المادة الفيلمية التي ظهر فيها متحمساً جداً لتوضيح البون الشاسع في مستوى تحمل المسؤولية لكل من الدولتين.
نقترح عليك أولا كمدير لإدارة المعلومات لجهاز مهم في الدولة أن تقرأ الخبر كاملاً في المرة القادمة. ذات الخبر الذي استندت عليه في المقارنة ونشرته على حسابك في تويتر يستدرك بأن وزارة الخارجية الكندية أبدت استعدادها لتقديم خدمات الدعم لأي كندي يحاول مغادرة الصين. ذلك يعني بأن كندا - كسائر دول العالم - لم تمنع مواطنيها من العودة لمنازلهم تحت أي ذريعة كانت.
أيضا، كمدير للمعلومات حري بك أن تقرأ الخبر (كاملاً لو تكرمت) في سياق بقية الأحداث التابعة له، لأن كندا وبعد أن اتضح للجميع فداحة الوباء عدلت عن تقديرها بعدم ضرورة الإجلاء وقامت باستئجار طائرة وأرجعت رعاياها إلى بلدهم منذ الثاني من فبراير وانتهت من هذا الأمر. وذلك ما غفلت أو تغافلت عنه في مقارنتك.
وليتك تريثت حتى تم فعلاً إجلاء المواطنيين قبل أن تتفاخر بتفوق البحرين على كندا، لأنه في حال لم تصلك المعلومة بعد، تم وقف عملية الإجلاء بعد أن وصلت الدفعة الأولى بقليل. وقبل أن تتذرع بعدد المصابين بينهم سنسألك وسنسأل المعنيين ماذا كانوا يتوقعون بعد أن فرض على هؤلاء الناس البقاء في مكان موبوء لأكثر من أسبوعين وتم منعهم من العودة لوطنهم ومستشفياتهم؟ أن يكونوا كلهم سليمين؟ وماذا لو كانوا كلهم مصابين؟ نتصل عن مسؤوليتنا عن ما يزيد عن الألف مواطن ونتركهم يموتون في غربة؟
لن نقارن كما فعلت بين الجهود الكندية والبحرينية في التعامل مع هذا الوباء، لأن الفوارق بين كل من الدولتين تجعل من المقارنة نكتة. ولن نزايد على جهود الفريق المعني بمعالجة الأزمة كما زايدت على الكنديين في رعايتهم لمواطنيهم. كل ما نطلبه أن تسمح الدولة للناس بأن تعود إلى وطنها دون أن يتم الترويج لذلك على أنه سابقة بحرينية لكي لا يضحك علينا العالم، وأن - لو كان بالإمكان - تتحرى من الأخبار جيداً قبل أن تنشر رأياً في الفضاء العام.
*كاتب بحريني مهتم بالشأن العام، مقيم في نيوزيلندا
- 2024-11-23التعايش الكاذب وصلاة الجمعة المُغيّبة
- 2024-11-20دعوة في يوم الطفل العالمي للإفراج عن الأطفال الموقوفين لتأمين حقهم في التعليم
- 2024-11-18النادي الصهيوني مرحبا بالملك حمد عضوا
- 2024-11-17البحرين في مفترق الطرق سياسة السير خلف “الحمير” إلى المجهول
- 2024-11-13حول ندوة وتقرير سلام تعزيز الديمقراطية.. أمل قابل للتحقيق