المشي العنيد إلى المنامة
2012-09-07 - 12:54 م
مرآة البحرين (خاص): المشي مقاومة مدنية، قدما غاندي كانت تقول ذلك حين أصر على أن يمشي بقدميه المسالمتين 322 كيلو ليصل إلى البحر ويغرف من ملحه المسروق من قبل البريطانيين، وقدما الشيخ علي سلمان العنيدة ومعها أقدام المعارضة وأبناؤها تسلك الطريق ذاته، طريق ذات الشوكة، وليس أصعب من الأرجل السلمية والأيدي السلمية في حلق السلطة. كما تحررت الهند بأقدام من مشوا مع غاندي، ستتحر البحرين من القبضة الدكتاتورية بالأقدام التي ما زالت تمشي منذ 14 فبراير.
إحدى الشخصيات القضائية الدولية المرموقة، نصحت المعارضة أن تختبر السلطة بالذهاب للمنامة، الذهاب بمنهجها السلمي (طريق الأقدام) الذي أحرج العالم. بقدر ما تضيّق السلطة على المعارضة طرق الدخول إلى العاصمة، فأنها تضيّق على نفسها طرق الخروج من الأزمة، وطرق الاحتفاظ بماء وجهها وسط العالم الدولي. لا تحمل المسيرة اليوم غير قضيتها العادلة وحكم قضائي سياسي فاسد على رموزها. وتحمل السلطة على ظهرها جنود مدججين بالارتزاق والغازات السامة والطلقات المميتة والسمعة السيئة.
ستراكم السلطة اليوم من ملفاتها المخزية في جنيف، ستكون حملاً ثقيلا ليس عليها وحدها، بل على حلفائها وعلى المجتمع الدولي وعلى المنظمات الحقوقية الدولية.
تبدو المعارضة اليوم، أكثر إصراراً على المنامة وعلى وثيقة المنامة، وتعلم السلطة أن الطريق إلى المنامة صعب ومكلف ليس للمعارضة فقط بل لها أكثر، وقد حاولت أن تفاوض من أجل تغيير المكان، لكن إصرار المعارضة كان أكبر، فبعد الأحكام القاسية على رموزها، لن يكون أمامها غير المشي العنيد في طريق 14 فبراير.
سيكون يوماً مفصليا، فلم تحشد المعارضة بهذه الطريقة غير المسبوقة العناد من قبل، فهي تعلم بكلفة مسيرة اليوم، وتعلم حجم التحدي الذي يصل إلى حد كسر العظم، عظم سلمية المعارضة وعظم عنف السلطة.
إذا كانت المنامة تمثل شرعية النظام السياسي لكونها عاصمته، فإنها تمثل من جانب آخر شرعية المعارضة لكونها تمثل ساحتها العامة التي يحق لها فيها أن تحشد أصواتها المعارضة لشرعية هذا النظام.
ويبقى المشي أفضل الطرق العنيدة إلى الديمقراطية.