إلا الشيعة
عباس حسين - 2022-08-26 - 12:42 ص
كل الوجهات مفتوحة للسفر بما فيها الكيان المحتل "اسرائيل"، كل الناس مسموح لهم بحرية التنقل، المادة 19/ب من الدستور تنطبق على الجميع، باستثناء المواطنين الشيعة.
ماذا يعني إصدار البحرين استمارة طلب تصريح السفر؟
تعني الجميع مرحب به في البحرين إلا الشيعة حتى لو كانوا من الخليج، الجميع مسموح له بالسفر أينما يريد إلا الشيعة، كل الممارسات بما فيها ممارسات الفجور والشذوذ إلا الشعائر الدينية للشيعة.
من بين كل الدول التي انتشر فيها وباء كورونا بشراسة وبينها الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا، والدول الآسيوية وعلى رأسها الهند وبنغلادش، لم تسع السلطة في البحرين إلى منع السفر منها وإليها، بل قيدته تقييداً محدوداً ولفترات وجيزة ثم رفعته.
كان مستغرباً جداً للبعض، لكن من يعرف سلوك السلطة، يدرك أنها تهوى أن تستخدم كل الأدوات وتطوّع كل الظروف من أجل تحقيقها أهدافها الطائفية للتضييق على مواطنيها الشيعة.
من بين كل الدول، كان منع السفر إلى إيران والعراق ولبنان على رأس القائمة منذ بدء الجائحة، ولا ننسى أزمة العالقين في إيران الذين ذهب منهم ما لا يقل عن 7 مواطنين شيعة، بسبب التعسف في منعهم من العودة للبحرين حتى مع محاولاتهم القدوم على حسابهم، في حين أن دولاً أخرى تجلي جالياتها في جداول رحلات استثنائية وعاجلة.
ليس المتوقع من السلطة أن تقوم بتسهيل الزيارات الدينية للعراق وإيران، ولكن ليس المتوقع من الناس أن يقبلوا بتقييد السفر إلى هذه الدول.
في هذه الدول ترتبط بشكل وثيق عقائد الناس وإيمانهم، في كربلاء ومشهد، في النجف وقم، وفي الكاظمية وسامراء ودمشق والمدينة المنورة، بين كل هذه المراقد والمزارات المقدسة، عقدت آمال الشيعة منذ مئات السنين.
لكن المستجد اليوم بأن تقوم السلطة باستحداث إجراء جديد في أخذ موافقة وتصريح للسفر! قمة التخلف والرجعية، فلا الدستور ولا القوانين تبيح هذا الإجراء المفضوح هدفه.
ليس المطلوب منه تقييد السفر، لا إلى تركيا، ولا إلى الدول الأوروبية، ولا أمريكا، ولا حتى الى الكيان المحتل "اسرائيل"، ولكن هدفه المكشوف تماماً هو سفر المواطنين الشيعة وحدهم.
إذا كانت السلطة تحاول جس النبض بهدوء لتمرير هذا الإجراء اليوم، وتعطي الموافقات بشكل سريع، فغداً إذا قبله الناس، ستضع عليه الشروط والشروط وستستخدمه في المنع الفعلي ووضع العراقيل.
لذلك، فليس متوقعاً من الناس قبوله والتسليم به، وليس مقبولاً من أصحاب الحملات ومكاتب السفر القيام بهذا الإجراء وتسهيل تقييد سفر الناس لتجنب العراقيل اليوم، في حين أنهم أكثر المتضررين بالغد حينما يتم تفعيل المنع التعسفي بمختلف العناوين.
اليوم تعطى الموافقات ربما، وغداً حينما يصبح التصريح أمراً واقعاً فإن المنع سيكون مزاجياً وطائفياً إلى حد العفونة، وهو ليس غريباً على ممارسات السلطات الأمنية التي استخدمت وباء كورونا لضرب الشيعة في معتقداتهم ومنعهم من ممارسة الشعائر أو السفر للأماكن المقدسة، في حين ترتع في البحرين كل الجاليات ويسمح بالسفر لأقصى الأرض وأدناها.
ليس هناك قانون ولا تشريع يبيح هذا الإجراء، بل أنه يتعارض بشكل فاقع وواضح مع الدستور والتشريعات وكل شيء، وعدم الاستجابة له يعتبر عملاً مشروع تماماً.
إنهم يجسون نبضكم، وإن استجبتم منعوكم.
*كاتب من البحرين.
- 2024-11-23التعايش الكاذب وصلاة الجمعة المُغيّبة
- 2024-11-20دعوة في يوم الطفل العالمي للإفراج عن الأطفال الموقوفين لتأمين حقهم في التعليم
- 2024-11-18النادي الصهيوني مرحبا بالملك حمد عضوا
- 2024-11-17البحرين في مفترق الطرق سياسة السير خلف “الحمير” إلى المجهول
- 2024-11-13حول ندوة وتقرير سلام تعزيز الديمقراطية.. أمل قابل للتحقيق