لتقرأ وتعرف من هو الخائن يا راشد

لماذا يسمح وزير الداخلية لنفسه بأن يحدد الثوابت الوطنية؟
لماذا يسمح وزير الداخلية لنفسه بأن يحدد الثوابت الوطنية؟

2024-10-08 - 5:26 م

مرآة البحرين (خاص): العزف على الولاء للخارج يعود للبحرين مع تصاعد الصراع في المنطقة، وهو العزف الذي تجيده العائلة الحاكمة مع كل تباين في وجهات النظر بينها وبين الأغلبية الشعبية. 

هذه المرة يعود لحن القول الكريه بسبب الحرب البربرية التي يشنها الكيان الصهيوني على فلسطين ولبنان، والاعتداءات المتكررة على سوريا. تقف غالبية الشعب البحريني بمختلف اتجاهاته الدينية والسياسية مع الحق العربي في رد الجرائم، وتقف العائلة الحاكمة مصفقة لمرتكبيها. 

وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة يتصدر المشهد المحلي من جديد، بما تحمله هذه الشخصية من إرث طويل في قتل المدنيين بالرصاص وتحت التعذيب واعتقال الآلاف والتنكيل بهم. ويحاول الوزير -هذه المرة- ربط الاحتجاجات المنددة بالكيان الصهيوني بالولاءات الخارجية. 

وقال الوزير في لقاء خاص «بعض المظاهر مخالفة للقانون (...) وهي إن كانت وليدة ولاء للخارج، فليعلم الجميع إن الولاء للخارج خيانة وطن»، محذرا مما أسماه الخروج على الثوابت الوطنية. 

ولابد من الوقوف على هذه المغالطات التي يسوقها الوزير لتبرير أعمال العنف المتصاعدة التي ترتكبها قواته في مناطق عدة من البحرين، إضافة إلى التضييق الأمني وتوظيف الجهاز القضائي في عملية القمع المنظمة. 

فهل من المظاهر المخالفة للقانون التعاطف مع ضحايا حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الفصل العنصري الصهيوني في الأراضي الفلسطينية؟ ولماذا كل هذا الاستنفار والاستفزاز للموقف الشعبي الرافض للكيان الصهيوني؟ 

لقد اختار الشعب البحريني ومنذ بداية نشأة دولة العصابات الصهيونية في فلسطين أن يكون إلى جانب الشعوب العربية. لا يرتكب البحرينيون خيانةً بالتعبير عن هذه المواقف، إنما الخائن من خرج عن الإجماع وقام بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. 

الخائن بكل وضوح من أدان المقاومة الفلسطينية ووصف أنشطتها، في حوار المنامة نوفمبر الماضي، بأنها هجمات «بربرية ومروعة (...) لقد كانوا عشوائيين، قتلوا النساء والأطفال والشيوخ واستهدفوا منشآت مدنية». وهو وصف أطلقه منذ الأيام الأولى لعملية طوفان الأقصى، مكررا فيه الدعاية الإسرائيلية. 

فالشعب البحريني ليس خائنا عندما وقف بكل فئاته واتجاهاته مساندا طوفان المقاومة للاحتلال، إنما من خان الموقف الشعبي هو رئيس وزراء البلاد الذي تبنى بلا مواربة دعاية إسرائيل، التي كانت بداية لحرب الإبادة. 

من خان الوطن، يا راشد، من أتى برئيس أركان الاحتلال للبحرين واجتمع به في الظلام بمعية ضباط من خمس دول عربية مختلفة، وتبادل معه المعلومات وقطع له التعهدات وقدم له فروض الولاء والطاعة. 

ويا ليت الخائن اكتفى بهذا الحد، بل شارك في وضح النهار في تحالف البحر الأحمر استهدافا لليمن، الذي دفعته عروبته وحميَّته لتعطيل حركة الملاحة باتجاه الكيان الصهيوني بعد أن قطع كل مستلزمات الحياة عن غزة.

الخائن من ظهر بالصوت والصورة من واشنطن في مقابلة مع معهد "اسبن" الأمريكي ليقول مفتخرا إن بلاده شاركت في عرقلة الهجوم الإيراني على إسرائيل أبريل الماضي، واستخدم عبارات التودد والتذلل للكيان الصهيوني: «في تلك الليلة كنا جميعا في الخدمة». 

فمن يخدم، ومن يأتمر بالأوامر الخارجية، وينفذ أجندات بعيدة عن الوطنية هو أنت وعائلتك، ومن تدفعه عمالته للإرتماء في أحضان الكيان الصهيوني هو الخائن، لا من تدفعه غيرته لساحة الشرف انتصارا للمظلوم. 

ثُمَّ لا يوجد في البحرين عقد اجتماعي يحدد للناس شكل النظام السياسي وثوابت البلد الوطنية، وعائلتك هي من ترفض الوصول لهذا العقد الذي يفترض أن يحدد لنا جميعا ثابتا واحدا لا ثابتين وعندها يمكن الاحتكام له. 

فمن أنت حتى تسمح لنفسك أن تحدد للناس وطنيتها وعمالتها، ثابتها ومتحركها، وشرفها وخيانتها؟ إن الطرف الداخلي الوحيد المطعون في وطنيته وشرفه، في هذا المنعطف العربي التاريخي، هو أنت وعائلتك فقط وفقط.