الوعد الإسرائيلي الكاذب لملك البحرين: غزّة محمية إماراتية - بحرينية بقيادة محمد دحلان

ملك البحرين مستقبلا الرئيس الاسرائيلي (أرشيفية)
ملك البحرين مستقبلا الرئيس الاسرائيلي (أرشيفية)

2024-10-15 - 5:15 م

مرآة البحرين (خاص): من يراقب كلام ملك البحرين وتجنبه إدانة إسرائيل وجرائمها في غزة ولبنان، واندفاعه في المشاركة في تحالف بحري لضرب اليمن المساند لأهل غزة ولبنان، يرى أن ثمة خيارا حاسما اتخذه الملك والعائلة الحاكمة من بوضع كل ثقلهم مع المشروع الإسرائيلي ودعم هيمنته في المنطقة.
ولكن صدق أو لا تصدق أن الإعلام الصهيوني العبري ، كشف في 4 أكتوبر عن جانب من الوهم الذي أعطته اسرائيل لملك البحرين وكذلك لدولة الإمارات، ففي مقالة مطوّلة ومُسهبة، نشرتها صحيفة جريدة جيروزاليم بوست، وكاتبها هو أحد مسؤولي الدبلوماسية العامة في معهد الدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي.
كاتب المقالة المطوّلة هو باري شو. زميل أول في الدبلوماسية العامة في معهد إسرائيل للدراسات الاستراتيجية ومؤلف الكتب الثلاثة "إسرائيل تستعيد السرد"؛ و"1917. من فلسطين إلى أرض إسرائيل"؛ و"محاربة حماس ومقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها ومعاداة السامية".
يقول باري شو، نصاً: "علينا أن نحول غزة إلى محمية إماراتية- بحرينية بقيادة محمد دحلان" ويضيف هذه هي الخطة بكل وضوح لليوم التالي بالنسبة "لإسرائيل".
وهكذا يمكن لشعب البحرين أن يفهم ما يقوله من أسابيع ملك البحرين، الذي يجهز نفسه ليقود غزة التي يفترض أنها ستكون مهزومة، وأن يتم حكمها وصياغتها على الشكل الذي تريده إسرائيل. إنه طموح الهيمنة والاستفادة من أراض جديدة، حتى لو كان ذلك على دماء وجماجم أطفال غزة والأجساد المحترقة بالقصف الإسرائيلي.
المقالة التي كتبها باري شو اقتبست منها الصحيفة العبرية التالي "إن غزة الناجحة والمسالمة والنابضة بالحياة، على غرار الإمارات العربية المتحدة والبحرين وإسرائيل نفسها، ستكون نموذجًا ليس فقط لشرق أوسط أفضل ولكن أيضًا للعالم الأوسع".
يقول باري شو "إن العنصر الأساسي، والواجب، للشركاء الإقليميين في محمية غزة لن يكون فقط إعادة بنائها المادي ولكن أيضًا تفكيك هياكلها السياسية والإيديولوجية الراديكالية. إن هذا المشروع لابد وأن يتم الإشراف عليه وتنفيذه منذ البداية من خلال قيام الشركاء المسلمين المعتدلين ليس فقط بإعادة بناء المساجد والمدارس الدينية، بل وأيضاً تدريب وتوظيف الأئمة والمعلمين الدينيين من خلال تقديم وتعليم شكلهم المعتدل من الإسلام".
يتحدث باري شو عن إشناء قوة منبثقة من اتفافات إبراهام "إن هذه الشرطة المؤقتة التي تم إنشاؤها بموجب اتفاقيات إبراهيم لابد وأن تضمن عدم عودة السكان إلى العادات السيئة القديمة. ولابد وأن يتم حماية الاستثمار الضخم من المال والموارد والأفراد من اندلاع المظالم المحلية والحروب الأهلية والإرهاب. لقد ولت تلك الأيام".
يضيف "إن قوة الحماية هذه سوف تقوم بتجنيد وتدريب سكان غزة ليصبحوا حماة لمجتمعاتهم بمجرد أن ينضجوا ويحققوا الاستقلال. إن وجود الجنود الإسرائيليين في غزة، حتى عندما يُنظر إليهم على أنهم ينسقون ويتعاونون بشكل وثيق مع أفراد الحلفاء، وحتى العرب، قد يُنظر إليه على أنه استفزاز للسكان المحليين. لذلك، ستكون هناك حاجة إلى وجود مادي لقوة متعددة الجنسيات، بما في ذلك قوة دورية موحدة جديدة من الأفراد المسلحين من الولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، لإعطاء التأكيد للسكان المحليين على أنهم هناك لحمايتهم ومصلحتهم، ولكن أيضًا لضمان عدم تسلل الجهات الفاعلة السيئة".
ويقترح باري شو "إذا كانت غزة في حاجة إلى الإلهام والزعامة، فإنني أقترح شخصية كاريزمية لتصبح الزعيم المثالي. هذا الشخص هو محمد دحلان. قد يكون من المفاجئ أن نعلم أن دحلان، وهو الآن ملياردير إماراتي، ولد في خان يونس، التي تعد اليوم مركزاً للتشنجات العنيفة الأخيرة لحماس في غزة".
يكشف باري شو إن محمد دحلان بعد طرده من حركة فتح "انتقل إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث صنع ثروته. اليوم، هو ملياردير وشريك مقرب محترم لولي عهد الإمارات العربية المتحدة، والبحرين والمملكة العربية السعودية. وقد ورد أن دحلان لعب دورًا حاسمًا في صياغة اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. كما مثل دحلان زعماء الدول العربية المعتدلة في التفاوض نيابة عنهم في مناطق التوتر في الشرق الأوسط وأفريقيا".
يتابع المقال "كل هذا يشير إلى أن دحلان هو المرشح المثالي لمنصب المدير التنفيذي الأعلى لرئاسة مشروع اتفاقيات إبراهيم الجديدة في غزة، وربما يصبح رئيس دولة غزة المستقبلية".
يرى باري شو، أنّه "يمكن تحقيق خطة إسرائيل الطموحة لصالح سكان غزة من خلال دحلان بالتعاون الطوعي من شركائه في اتفاق إبراهام (البحرين والإمارات)، بما في ذلك إسرائيل".
ويختم بالقول "إن غزة الناجحة والمسالمة والحيوية، على صورة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وإسرائيل نفسها، ستكون نموذجًا ليس فقط لشرق أوسط أفضل ولكن أيضًا للعالم الأوسع".
هذا جانب مما تخطط لها إسرائيل ومراكز دراساتها الهامة، وهذا هو الوعد الذي يحلم ملك البحرين: قطعة من لحم غزة وأرضها.
حلم يعده به الحلفاء الغربيون، خصوصا الأمريكيون وكذلك الإسرائيليون، ومن خلال هذا نفهم ما يفعله ويقوله الملك الذي أصبح يضرب داخل البلاد يمينا وشمالا. في الجميع، أسفر العداء، إذ منع كل مظاهر التضامن مع غزة ولبنان، ومنع تأبين شهيد الأمة السيد حسن نصر الله الذي قدّم دمه لأجل غزة وظلامتها، ورفع سقف انتقاداته للمقاومة في غزة ولبنان، واعتقل العلامة الشيخ علي الصددي الذي رفع الصوت مناصر ا لغزة وللبنان ومقاومتهما. عداء للأمة وولاء وتبعية لأعدائها، فهل سيحصل الملك بعد هذا على حصّته الموعودة؟
الإجابة في كتاب الله العزيز "وما يعدهم الشيطان إلا غرورا".