إلى السيد الرئيس «باراك أوباما»، بعد التهنئة، ماذا بعد؟
2012-11-10 - 6:45 م
مرآة البحرين (خاص): لم يحظ فوز السيد الرئيس بكثير من الضجة سوى التهنئة التي قدمها أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان على تويتر، ونال عليها نقدا لاذعا.
لكن البحرينيين، بمختلف تياراتهم، لم يكونوا بمثل هذا "اللا اكتراث" في العام الماضي. في 19 مايو/أيار 2011، تجمع الكثير من البحرينيين أمام شاشات التلفاز للاستماع إلى كلمة السيد الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. كانت هذه في حد ذاتها سابقة. الجميع كانوا يخبئون أمنية في قلوبهم بأن يتحدث أوباما عن البحرين، حين يأتي على ذكر "الربيع العربي"!
ورغم أن أوباما صرح بضعة تصريحات "مكتوبة" عن البحرين قبل ذلك التاريخ، إلا أن الحديث العلني في هذا المحفل المهم، وفي تلك الفترة العصيبة التي كان يمر بها الناس إبان حالة "السلامة الوطنية"، كان ضربا من المستحيل. لكن أوباما فعلها!
خصص السيد الرئيس جزءا مهما من وقت خطابه للحديث عن قضية البحرين، وتحدث بلهجة مختلفة جدا استقطبت اهتمام كثيرين، بمن فيهم تيارات مناهضة للسياسة الأمريكية. انتقد أوباما بحدة هدم "المساجد الشيعية" واستخدام القوة الغاشمة والاعتقالاات الجماعية في البحرين.
وطالب أوباما في خطابه هذا النظام البحريني "باحترام مطالب الشعب"، وبعقد حوار مع المعارضة السياسية، مسميا "جمعية الوفاق" نصا للمرة الأولى في خطابات الدبلوماسية الأمريكية، كما طالب بالإفراج عن السجناء السياسيين، ليكون الحوار حقيقيا وجديا! بعد هذا التاريخ، لم يتكلم أوباما مطلقا عن قضية البحرين!
كانت ردود الأفعال على الخطاب درامية جدا. فـ "التحالف من أجل الجمهورية" الذي يضم تيار الوفاء الإسلامي وتيار حركة حق وحركة أحرار البحرين، رحّب بهذا الخطاب. كما أشاد به الشيخ علي سلمان أمين عام الوفاق في "خطبة الجمعة".
أما الحكومة، فلم تنتظر حتى الصباح، بل أصدرت بيانا منتصف الليل باسم مجلس الوزراء، ترحب فيه بالخطاب و"تأمل" بإطلاق "حوار" مع الجميع، لكنها أيضا تؤكد بأنها قد "فنّدت" كل ما سمتها بـ"الادعاءات والمعلومات المغلوطة" مؤكدة سلامة إجراءاتها!
ربما تظل ترددات هذا الخطاب التاريخي للسيد الرئيس أوباما، حاضرة في الثورة البحرينية، كحال قرار الإدارة الأمريكية "تعليق صفقة الأسلحة للبحرين" رغم التحايلات التي جرت بعدها، وكحال العديد من المواقف الأمريكية التي بدت جديدة على نهج سياستها في الشرق الأوسط، وإن لم تثمر الكثير، مثل حديث أوباما عن دولة فلسطينية في حدود 67، ومثل خطابه إلى الأمة الإيرانية بمناسبة عيد النوروز!
بعد هذا الخطاب، وطوال أكثر من عام ونصف، لم يتغير فيها شيء، تعرّض أوباما وإدارته إلى حملة انتقادات حادة في الصحافة الأمريكية المستقلة، وفي العديد من المنابر الإعلامية الغربية، لصمته الطويل عن قضية البحرين، وحفاظه على حلفه القوي مع نظامها، وتحول موقف الإدارة الأمريكية من "النقد" إلى موقف إبداء "القلق" الخجول لا غير!
السؤال الذي يوجهه البحرينيون إلى السيد الرئيس، بارك حسين أوباما، بعد التهنئة، ماذا بعد؟
هامش: