حفل تنصيب أوباما، هل يُنصب طاولة التفاوض البحرينية؟
2013-01-21 - 8:39 ص
مرآة البحرين (خاص): أدى باراك أوباما اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة لولاية ثانية أمام وزير العدل جون روبرتز في مراسم خاصة في البيت الأبيض، وذلك في مراسيم استغرقت أقل من دقيقة.
ربما كان ملك البحرين يتابع يوم أمس الأحد حفل التنصيب بامتعاض شديد، فالرجل لم يعط لكل محاولات طلب الالتقاء به عبر وزير الخارجية أية استجابة، وبدا الصد رسالة للملك الذي رفض كل نصائح الوفود السياسية.الملك حتماً يشاهد حفل التنصيب مُغَضَّ الوجه، خصوصا وأن هيلاري كلنتون لن تكون في تشكيلة الإدراة الأمريكية الجديدة، وبهذا لن يمكنه الاستفادة من استشارات زوجها بيل كلنتون الذي يقال (حسب بعض المصادر) إنه مستشاراً عند ملك البحرين.
لم يرغب الحكم أبداً أن يتواصل مع النصائح الأمريكية في الدفع لإيجاد حل حقيقي، وكثيراً ما عبر من خلال أبواقه عن استيائه من الضغوط الأمريكية وعمد إلى أن يصفها بأنها تدخل في الشؤون الداخلية ومحاولة لنصرة مكون على مكون آخر أو اعتبارها ابتزازاً.
لن يكون من اللائق للإدارة الأمريكية التي دفعت بالأطراف للحوار من 2011 أن تفشل في إيجاد حل سياسي عادل لجزيرة بهذا الحجم، وهي تحتضن أسطولها البحري الخامس. خصوصا وهي لم تتعافَ بعد من إهانة التجاهل الذي حدث لها في حوار المنامة من قبل رجلها الأول في الحكم وهو ولي العهد. فهل تنتظر إهانة ثانية أو سقطة أخرى أو لدغة كما عبرت بعض الأوساط السياسية الامريكية؟
سيحل (جون كيري) وزيراً للخارجية، ربما يكون وصوله نقطة تحول في تعاطي الإدارة الأمريكية مع الأزمة البحرينية، ستكون البحرين واحدة من التحديات التي يجب أن يجد لها حلاً يضمن إنهاء الاضطرابات الأمنية التي تضر بالمصالح الأمريكية.ينظر (كيري) للبحرين بأهمية خاصة، ويجد في إيجاد حل سياسي لها يضمن استمرار المصالح الاستراتيجية الأمريكية، ويحقق مصالحة وطنية، قصة نجاح شخصية. وحسب معلومات خاصة هو يدرس حالياً خيارات متعددة من أجل إيجاد حل سياسي.
الأزمة البحرينية باتت مزعجة لأطراف لها مصالحها الاستراتيجية مع النظام، والإجراءات التي يتخذها هذا النظام تزيد من تعقيدها، الأمر الذي يقلق الحلفاء، كما حدث مع الأحكام التي أيدتها محكمة النقض في حق 13 معارضا من الرموز في مطلع هذا الشهر، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن تبدي أسفها لهذه الأحكام القاسية، وترى فيها تضييقا على الحريات وتعريض مناخ المصالحة الوطنية للخطر.
الأطراف الخليجية الشقيقة غير مرتاحة من أداء السلطة البحرينية، وترى في أسلوب معالجتها تهديداً لاستقرار أوضاعها الأمنية، وحسب مصادر شخصية، فإن وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف أبلغ في واشنطن بأهمية إيجاد مخرج للأزمة في البحرين، وقد أبدى تفهماً لكنه لم يقدم أية مبادرة للحل.
يبدو أن المعارضة قد حضرت نفسها بشكل جيد استعداداً للدخول في مبادرة حل، وقد استخدم الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان في مؤتمره الصحفي الأخير كلمة (تفاوض) استخداماً دقيقاً، في مقابل حفلات الحوار والمرئيات وإبداء وجهات النظر.
ربما، يلتقي أوباما ملك البحرين خلال الأشهر القادمة، لكن لن يكون اللقاء سعيداً، فالملك الذي يحب حفلات العلاقات العامة، سيجد نفسه ربما مضطراً للاستماع إلى وصفة تقدم حلاً حقيقاً لا مواربة فيه. أمام الإدارة الأمريكية في تشكيلتها الجديدة إما الفشل وإما إيجاد حل حقيقي يدخل درس التاريخ. لن تكون هناك أنصاف حلول.