مهرجان السيف أولاً
2013-04-05 - 12:59 م
الصورة من وكالة أنباء البحرين (بنا)
مرآة البحرين (خاص): وصلت رسالة سيف الملك ونجله ناصر في مهرجان «البحرين أولا» السابع.ما هي الرسالة؟
السيف أولاً، سِلة السيف الذي فتحنا به جزيرتكم، هو أولا ولا شيء يسبقه، ولاؤكم لسيفنا دوماً.البحرين ليست أولا، بل السيف أولاً. الأمر الواقع هو ما يفرضه سيفنا، لا تعايشنا. سنظل نذكركم بالسيف الذي أخضعكم طوال 230 عاماً. لستم جديرين بغيره.
المتحف العسكري الذي افتتحه الملك في بداية فبراير، هو أرشيف هذا السيف الذي رفعه اليوم بصبغة حمراء مع أبنائه - الذين هم مستقبلنا- في مهرجان الولاء لسيف قبيلة آل خليفة أولا.
هناك في الأرشيف مقتنيات العائلة المالكة، سيوفها التي أخضعت بها الناس إلى جانب الخناجر وأدوات الصيد والقنص وتربية الصقور، إنها التراث الذي يراد له أن يكون ذاكرة الوطن المغلوب على أمره.
رغم السفن المجهزة بالبنادق والباروت والأسلحة، ظل السيف العلامة البارزة للقوة عند القبائل المتقاتلة في حوض الخليج، احتفظ آل خليفة بسيوفهم في أرشيفهم العائلي الخاص، سيوفهم التي غزوا (فتحوا) بها البحرين، وسيوفهم التي خاضوا بها حروباً شعواء بين بعضهم بعضاً، مازال (عربيد) سيف محمد بن خليفة (الجد الأكبر لوزيرة الثقافة) شاهداً على الحرب التي راح ضيحتها أخو جد الملك (عيسى بن علي) في 1869.
لم تكن سيوف آل خليفة يوماً أداة لتأسيس وطن أو ذاكرة وطنية، كانت أداة لتأسيس مُلك واستبداد وفرض قوة. تحولت سيوفهم التي هي دوماً مع قلوبهم علينا، إلى متحف عسكري وحفلات ولاء ومهرجانات للتذكير بتاريخ الإخضاع والإذلال.
إنها حرب رمزية على الذاكرة للتذكير بسلة السيف وذلة الولاء هذه عينة من عناوين الصحف أبان حفلة الزار (الوطنية) التي وجدت في التذكير بالسيف تعبيراً عن الانتصار والإخضاع "الشيخ ناصر بن حمد يدشن فعالية التوقيع على سيوف الولاء، المهرجان الثاني ليوم الولاء لخليفة بن سلمان، رياضيون يدونون توقيعاتهم على أضخم قميص يحمل شعار علم البحرين لتأكيد الولاء لجلالة الملك المفدى، سمو رئيس الوزراء يستقبل المشرفان على موقع وثيقة الولاء والتأييد لسموه".
الصبي الأرعن (ناصر) الذي دشن، حفلة "سيوف الولاء للقيادة الرشيدة"، و"وثيقة الولاء"، و"سيف الشباب" فترة قانون الطوارئ، وقف اليوم ويده في يد والده يلوحان بسيوف الانتصار والحمرة تقطر لا من العلم الوطني، بل من دم ذاكرة الحروب القبلية التي حققت بها العائلة انتصاراتها على القبائل التي صارت حليفة أو موالية اليوم، وعلى الخصوم السكان الشيعة الذين ذاقوا ذل السيوف دون أن يعطوها يوماً الولاء، فلم يعرفوا يوماً الولاء لغير الأرض/ الوطن.
بعد أن تملكت المعارضة العلم وأعطت حمرته صبغة وطنية، بدل صبغة حمرة الدم التي كانت تشير إلى سيف القبيلة، وجد الملك نفسه منتزَع الراية في حربه العبثية مع الشعب. تمسك بسيف القبيلة وأعاد حمرة الدم إلى السيف.
بالسيف يؤكد الملك تمايزه عن شعبه، وانفصاله التام عنه. لا راية تجمعه بالشعب. ليس هناك غير سيف يقطع ويفصل ويفرض، فليس هناك علم يتصل ويصل ويعيد اللحمة المفقودة.
السيف أصدق أنباء من العلم. فهل يعلم الأمريكان والبريطانيون، في أي قرن يعيش حليفهم؟