حنين الملك إلى المستعمر: هل طلب منكم أحد الذهاب؟
2013-05-13 - 7:34 ص
مرآة البحرين (خاص): إنها ليست المرة الأولى التي يذهب فيها الملك إلى التاريخ بشكل مجتزأ وغير صحيح، لكنها المرة الأولى التي يذهب فيها إلي التاريخ الاستعماري بهذه القوة الفاضحة، ليؤكد أن الحاجة إلى المستعمر مازالت مستمرة،"وقد تساءل والدنا عن سبب اتخاذ بريطانيا لذلك القرار من جانب واحد قائلاً: لماذا، هل طلب منكم أحد الذهاب؟"
إنه يشير إلى القرار الذي حدد استقلال البحرين في 14 أغسطس1971، يُذكر البريطانيين، بعتب (شره) أبيه عليهم، لماذا تركتمونا وحدنا مع هذا الشعب؟ الشعب الذي طلب منهم الذهاب، ليس أحداً في عرف أبيه ولا في عرف ابنه (الملك) ما زال هذا الشعب (لا أحد) في عرف العائلة المالكة.
يستعيد الابن السؤال نفسه اليوم، لأنه وجد نفسه في لحظة 1971، قوة شعبية هائلة تطالب بدستور عقدي وحياة برلمانية كاملة الصلاحية التشريعية. لا شيء يفسر سبب سقوط يوم الاستقلال (14 أغسطس) من تاريخنا الوطني أكثر من استعادة الابن لسؤال أبيه (هل طلب منكم أحد الذهاب؟) الليلة في مقر إقامته في ديار المستعمر.
يظن الملك أن استخدام تسمية (الصداقة) لمعاهدة 1820 ستجمل له تاريخ 200 عام. لا يمكن ذلك، فالتاريخ الحقيقي لا يعرف المجاملات، ولسنا ندري من أين جاء الملك بتسمية (معاهدة الصداقة)، لعله كان يظن أن جده السيد سعيد بن سلطان صاحب (معاهدة الصداقة والتجارة بين الولايات المتحدة الأمريكية وصاحب الجلالة السيد سعيد بن سطان في 1833).
في كتب التاريخ، تعرف هذه المعاهدة، بمعاهدة السلام البحري، وتعهد بموجبها شيوخ القبائل المتواجدة على الساحل الشرقي للخليج، بالامتناع عن القيام بأعمال القرصنة في البحر، فبريطانيا تريد أن تؤمن طريقاً تجارياً آمناً، وهذا يتطلب إحلال السلام ومنع القرصنة، وجاء عنوان المعاهدة التي وقعت مع البحرين تحت هذا العنوان:
Treaties and Undertakings, etc. in force between the British Government and the Rulers of Bahrain,1820-1914
والذي يؤكد أن المعاهدة لم تكن معاهدة صداقة مع البحرين، هو أن البحرين وقعت هذه الاتفاقية وفق صيغتها العامة في الشارقة، وأعادت التوقيع في قلعة الرفاع على ثلاثة بنود خاصة بالبحرين، وهي تنص على عدم السماح للبحرين بأن تكون سوقاً لبيع مقتنيات القرصنة.فمن المعروف أن آل خليفة برعوا في التجارة، وكانت تجارة القرصنة رابحة، وقد عرفت البحرين بأنها سوقاً للقرصنة، وهذا ما استدعى إلحاق ثلاث بنود خاصة بالبحرين. فما علاقة ذلك بالصداقة مع بريطانيا، أيها الملك؟
في التاريخ لم تكونوا سوى تابعين، وخاضعين للمستعمر، وتقتضي اللياقة الدبلوماسية حالياً أن تستخدم لفظ الصداقة، حفاظا لماء وجهك ووجه تاريخ عائلتك.
اليوم، تستعيد بريطانيا، تاريخها المجيد في البحرين، ويمكننا أن نفهم هذه الاستعادة في ضوء سؤال أب الملك في لحظة الاستقلال (هل طلب منكم أحد الذهاب؟) وفي ضوء الاتفاقات الأمنية والعسكرية الجديدة، ويمكننا أن نذكر باتفاق واجتماع:
الاتفاق هو: في أكتوبر 2012 وقعت البحرين وبريطانيا اتفاقية تعاون دفاعي بحضور صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الاعلى جرى بمبنى وزارة الدفاع البريطانية اليوم التوقيع على اتفاق للتعاون الدفاعي بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة وقد وقع الاتفاقية عن الجانب البحريني معالي الشيخ خالد بن احمد آل خليفة وزير الخارجية فيما وقعها عن الجانب البريطاني السيد فيليب هاموند وزير الدفاع البريطاني.
والاجتماع هو: وفي مايو 2012، في الاجتماع السنوي للجنة البحرينية البريطانية المشتركة تم التنسيق والتعاون العسكري، وقد ترأس الجانب البحريني وزير الدولة لشئون الدفاع الفريق الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة صباح، وترأس الجانب البريطاني مساعد رئيس هيئة الأركان للإستراتيجية العسكرية للدفاع البريطاني اللواء Sandy Storrie.
حقاً كما قال الملك بوضوح فج، البارحة "وفي الحقيقة ظل التواجد البريطاني حاضراً ومن دون أي تغيير في جميع الأغراض الاستراتيجية والعملية ، ونحن نظن بأننا لن نستغني عنه"
واضح أن الملك لن يستغني عن التراث الاستعماري (التواجد البريطاني). وهو أقوى من علاقات المعارضة بالسياسة البريطانية. فكيف ستدير معركتها السياسية في الضغط على النظام عبر حلفائه الاستراتيجيين؟